للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

القول المختلف، وأصله: الدعاء بالقتل، أجري مجرى اللعن، و {اللام} (١) فيه: إشارة إلى أصحاب القول المختلف، كأنّه قيل: قتل هؤلاء الخرّاصون المقدرون ما لا يصح من القول، ويقولونه تخمينًا في محمد، وفي القرآن.

١١ - {الَّذِينَ هُمْ} لفظ {هُمْ}: مبتدأ، خبره: قوله: {فِي غَمْرَةٍ}؛ أي: الذين هم كائنون في غمرة وغشية من الجهل والضلالة تغمرهم وتغشاهم عن أمر الآخرة. {سَاهُونَ} خبر بعد خبر؛ أي: غافلون عمّا أمروا به من الإيمان بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، قال بعضهم: الغمرة فوق الغفلة، والسهو دون الغفلة.

وفي "كشف الأسرار": الخرّاصون: هم المقتسمون الذين اقتسموا أعتاب مكة، واقتسموا القول في النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ ليصرفوا الناس عن دين الإِسلام؛ يعني: أنّ أهل مكة أقاموا رجالًا على زقاق مكة، يصرفون الناس؛ يعني: وقت ورود قوافل. انتهى.

وأصل الغمرة (٢): ما ستر الشيء وغطاه، ومنها: غمرات الموت، والسهو الغفلة عن الشيء، وذهابه عن القلب.

١٢ - {يَسْأَلُونَ}؛ أي: يسألك يا محمد المشركون، لكن لا بطريق الاستعلام حقيقة، بل بطريق الاستعجال استهزاء، فيقولون: {أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ}؛ أي: متى يوم الجزاء، والكلام على حذف مضاف من اليوم وإقامة المضاف إليه مقامه، فلا يرد أنَّ ظرف الزمان لا يقع خبرًا إلا عن الحدث؛ أي (٣): متى وقوع الجزاء، وقد كان لهم من أنفسهم ما لو تدبَّروا فيه يدفعهم إلى الاعتقاد بمجيء هذا اليوم، فإنّ أحدًا منهم لا يترك عبيده وأجراءه في عمل دون أن يحاسبهم، وينظر في أحوالهم، ويحكم بينهم في أقوالهم وأفعالهم، فكيف يترك أحكم الحاكمين عبيده الذين أبدع لهم هذا الكون، وهيَّأ لهم كل ما يحتاجون إليه سدًى، ويوجدهم عبثًا.


(١) روح البيان.
(٢) الشوكاني.
(٣) المراغي.