للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل (١): إن المراد بالقائمين المقيمون بالبيت، فيكون المراد بالطائفين: من يطوف به، وآفاقي غير مقيم هناك.

٢٧ - {و} قلنا له {أذن}؛ أي: ناد {فِي النَّاسِ} بدعوة {الحج} والأمر به وقرأ الجمهور {وَأَذِّنْ} بالتشديد من أذن من باب فعل المضعف؛ أي: ناد. روي أنه صعد أبا قبيس، فقال: يا أيها الناس، حجوا بيت ربكم. وقرأ الحسن وابن محيصن {وَأَذِّنْ} بمد الهمزة وتخفيف الذال من آذن، من باب أفعل كأكرم؛ أي: أعلم. وقرأ الجمهور {بِالْحَجِّ} بفتح الحاء، وقرأ ابن أبي إسحاق في كل القرآن بكسرها.

قال الواحدي (٢): قال جماعة من المفسرين: لما فرغ إبراهيم عليه السلام من بناء البيت، جاءه جبريل فأمره أن يؤذن في الناس بالحج، فقال: يا رب من يبلغ صوتي؟ فقال الله سبحانه: أذن وعلي البلاغ، فعلا المقام فأشرف به، حتى صار كأعلى الجبال، فأدخل أصبعيه في أذنيه، وأقبل بوجهه يمينًا وشمالًا وشرقًا وغربًا، وقال: يا أيها الناس، كتب عليكم الحج إلى البيت، فأجيبوا ربكم، فأجابه من كان في أصلاب الرجال، وأرحام النساء .. لبيك اللهم لبيك.

وقال ابن عباس (٣): وأول من أجابه أهل اليمن، فليس حاج يحج من يومئذٍ إلى يوم تقوم الساعة إلا من كان أجاب إبراهيم عليه السلام يومئذٍ. زاد غيره: فمن لبى مرة .. حج مرة، ومن لبى مرتين .. حج مرتين، ومن أكثر .. حج بقدر تلبيته.

قال في "أسئلة الحكم": فأجابوه من ظهور الآباء، وبطون الأمهات في عالم الأرواح.

وفي "الخصائص الصغرى": وافترض على هذه الأمة ما افترض على الأنبياء والرسل، وهو الوضوء والغسل من الجنابة والحج والجهاد. وما وجب في حق نبي .. وجب في حق أمته، إلا أن يقوم الدليل الصحيح على الخصوصية.


(١) روح البيان.
(٢) الشوكاني.
(٣) قسطلاني.