للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عشرة، سبعة منها في السماء إلى العرش، وسبعة منها إلى تخوم الأرض السفلى، لكل بيت منها حرم، كحرم هذا البيت، لو سقط منها بيت .. لسقط بعضها على بعض، إلى تخوم الأرض السابعة، ولكل بيت من أهل السماء والأرض من يعمره، كما يعمر هذا البيت، وأفضل الكل الكعبة المكرمة. اهـ.

والمراد بذكر الوقت (١): ذكر ما وقع فيه من حوادث جسام؛ ليتذكروا فيقلعوا عن غيهم، ويرعووا إلى رشدهم، ويستبين لهم عظيم ما ارتكبوا من خطأ، وكبير ما اجترحوا من جرم، بصدهم الناس عن بيت بناه أبوهم، وجعله الله قبلةً للناس في الصلاة، ومكانًا للطواف حين أداء شعيرة الحج: و {أَنْ} في قوله: {أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا} زائدة، والجملة مقول لقول محذوف؛ أي: وقلنا له لا تشرك بي في بناء البيت شيئًا من الأغراض، ولا تجعل لي في العبادة شريكًا من خلقي من الأوثان وغيرها، أو المعنى: واذكر حين جعلنا لإبراهيم مكان البيت مبوأ ومرجعًا للعمَّارة وللعبادة؛ بأن يكون موحداً بقلبه لرب البيت عن الشريك، مشتغلًا بجسده بعمارة البيت وتنظيفه عن الأوثان، وذلك أن جرهمًا والعمالقة كانت لهم أصنام في محل البيت.

وقرأ عكرمة وأبو نهيك (٢): {أن لا يشرك} بالياء؛ أي: وأمرناه أن لا يشرك بي شيئًا {وَطَهِّرْ بَيْتِيَ}؛ أي: وقلنا له طهر بيتي من الكفر والأوثان والدماء وسائر النجاسات؛ أي: نزهه عن أن يعبد فيه صنم، وهذا أمر بإظهار التوحيد. وقرأ نافع وحفص وهشام {بَيْتِيَ} بفتح الياء. {لِلطَّائِفِينَ} حوله {وَالْقَائِمِينَ}؛ أي: وللمصلين إليه، {وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} جمع راكع وساجد؛ أي: وللمصلين الجامعين بين القيام والركوع والسجود. وصرح بهذه الثلاثة لكونها أعظم أركان الصلاة. والمراد بالقائمين هنا، هم المصلون، وذكر الركع السجود بعده لبيان أركان الصلاة، دلالة على عظم شأن هذه العبادة، وقرن الطواف بالصلاة؛ لأنهما لا يشرعان إلا في البيت، فالطواف عنده والصلاة إليه.


(١) المراغي.
(٢) البحر المحيط.