للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كان نصرانيًّا، فقلنا: إنه كان حنيفًا مسلمًا، واختلفوا في عيسى، فاليهود فرطوا حيث أنكروا نبوته ورسالته، والنصارى أفرطوا حيث جعلوه إلهًا، وقلنا: قولًا عدلًا، وهو إنه عبد الله ورسوله.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نحن الآخرون السابقون يوم القيامة أوتوا الكتاب من قبلنا، وأوتيناه من بعدهم، فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه، فهدانا الله، فغدا لليهود وبعد غد للنصارى". متفق عليه. وفي رواية قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "نحن الآخرون السابقون، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، ثم هذا يومهم الذي فرض الله عليهم، فاختلفوا فيه، فهدانا الله له - زاد النسائي: يعني يوم الجمعة - ثم اتفقا، فالناس لنا تبع: اليهود غدًا، والنصارى بعد غد".

وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أضل الله عن يوم الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وللنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا، فهدانا ليوم الجمعة فجعل الله الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة نحن الآخرون من أهل الدنيا الأولون يوم القيامة المقضي لهم يوم القيامة قبل الخلائق". رواه مسلم.

{وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} هدايته {إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}؛ أي: إلى طريق الحق الموصل إلى جنات النعيم، وله الحكمة (١) والحجة البالغة، وفي "صحيح" البخاري ومسلم: عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قام من الليل يصلي يقول: "اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم".

٢١٤ - ونزل في جهد أصاب المسلمين في غزوة الأحزاب قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ} خاطب به النبي - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين بعد ما ذكر اختلاف الأمم على


(١) ابن كثير.