مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أنه كان الكلام (١) قبل هذه الآيات في تعداد النعم التي أنعم الله بها سبحانه على عيسى، وفي إلهامه للحواريين الإيمان به وبرسوله، وفي طلب الحواريين من عيسى إنزال مائدة من السماء، ثم طلب عيسى من ربه إجابة مطلبهم، وإخبار الله تعالى بأنه أجابهم، ثم لم يزل الكلام في هذه الآيات مع عيسى أيضًا، ففيها سؤال من الله على مرأى من قومه توبيخًا وتقريعًا لهم على افترائهم، وإجابة من عيسى عن ذلك فيها تنصل من ذلك الذنب العظيم الذي اقترفوه بعده، وهو القول بالتثليث، ثم إخبار من الله تعالى بما ينجي الإنسان من عذاب يوم القيامة مع بيان أن ما في السموات والأرض كله مملوك له، وفي قبضته يتصرف فيه بعدله وحكمته، وهو القادر على كل شيء لا شريك له يمنعه إن أعطى، أو يلزمه بالإعطاء إن منع.
التفسير وأوجه القراءة
١١٦ - {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ}: معطوف على قوله: {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ} عطف قصة على قصة، {وَإِذْ} هو بمعنى: إذا التي للمستقبل؛ لأن {إِذْ} قد تجيء بمعنى: إذا، كقوله:{وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا} يعني: إذا فزعوا، وقول أبي النجم: