للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لكم، أو هل ينفعون أنفسهم بانتصارهم لأنفسهم؟ لا، وإنهم وآلهتهم وقود النار.

والخلاصة (١): ليست الآلهة التي عبدتموها من دون الله سبحانه من الأصنام والأوثان بمغنية عنكم اليوم شيئًا، ولا هي بدافعة عن نفسها شيئًا، فإنكم وإياها اليوم حصب جهنم أنتم لها واردون، وباب افتعل هاهنا مطاوع فعل، قال في "كشف الأسرار": النصر المعونة على دفع الشر والسوء عن غيره، والانتصار أن يدفع عن نفسه، وإنما قال (٢): {أَوْ يَنْتَصِرُونَ} بعد قوله: {هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ}؛ لأن رتبة النصر بعد رتبة الانتصار؛ لأن من نصر غيره فلا شك في الانتصار، وقد ينتصر من لا يقدر على نصر غيره.

٩٤ - ثم هذا سؤال تقريع وتبكيت لا يتوقع له جواب، ولذلك قيل: {فَكُبْكِبُوا فِيهَا}؛ أي: فألقي المعبودون في الجحيم مرة بعد أخرى منكوسين على رؤوسهم إلى أن يستقروا في قعرها {هُمْ}؛ أي: المعبودون، تأكيد لمرفوع {كبكبوا}: ليعطف عليه قوله: {وَالْغَاوُونَ}؛ أي: العابدون الذين ضلوا وغووا بعبادتهم

٩٥ - {وَجُنُودُ إِبْلِيسَ}؛ أي: شياطينه وأعوانه؛ أي: ذريته الذين كانوا يغوونهم ويوسوسون إليهم، ويسولون لهم ما هم عليه من عبادة الأصنام وسائر فنون الكفر والمعاصي، ليجتمعوا في العذاب حسبما كانوا مجتمعين فيما يوجبه. وقيل: المراد بجنود إبليس كل من يدعو إلى عبادة الأصنام، وقوله: {أَجْمَعُونَ} تأكيد لضمير {هُمْ} وما عطف عليه. والمعنى؛ أي (٣): فألقي الآلهة والغاوون الذين عبدوها في النار، والشياطين والداعون إلى عبادتها على رؤوسهم، أو ألقِي بعضهم على بعض، وتأخير الغاوين في الكبكبة عن آلهتهم ليشاهدوا سوء حالهم، فينقطع رجاؤهم منهم قبل دخول الجحيم، ثم ذكر ما يحدث من المخاصمة والمحاجة بين الآلهة والغاوين عبدتها، والشياطين الذين دعوهم إلى تلك العبادة بقوله: {قَالُوا ...} إلخ.


(١) المراغي.
(٢) روح البيان.
(٣) المراغي.