للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

نصره، وهو الثابت الإلهية وحده، إذ لا يصلح لها إلا من كان كامل القدرة، كامل العلم، وأن ما سواه باطلٌ.

وعبارة المراغي هنا: لما ذكر سبحانه فيما سلف أنهم يعبدون من دون الله ما لا حجة لهم عليه من الوحي، ولا دليل عليه من العقل .. أردف هذا بما يدل على إبطاله ويؤكد جهلهم بمقام الألوهية وما ينبغي أن يكون لها من إجلال وتعظيم، ثم أعقب ذلك ببيان أنه سبحانه يصطفي من الملائكة والناس لرسالته من يشاء، وهو العليم بمن يختار {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} ولما ذكر (١) تعالى أنه اصطفى رسلًا من البشر إلى الخلق، أمرهم بإقامة ما جاءت به الرسل من التكاليف، وهو الصلاة. قيل: كان الناس أول ما أسلموا يسجدون بلا ركوع، ويركعون بلا سجود، فأمروا أن تكون صلاتهم بركوع وسجود.

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا} مناسبتها لما قبلها: أنه سبحانه لما تكلم في الإلهيات، ثم في النبوات، أتبعها بالكلام في الشرائع والأحكام.

أسباب النزول

قوله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ...} الآية، سبب (٢) نزولها: ما أخرجه ابن أبي حاتم عن مقاتل "أنها نزلت في سرية بعثها النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلقوا المشركين لليلتين بقيتا من المحرم، فقال المشركون بعضهم لبعض: قاتلوا أصحاب محمد، فإنهم يحرمون القتال في الشهر الحرام، فناشدهم الصحابة وذكروهم بالله أن لا يتعرضوا لقتالهم فإنهم لا يستحلون القتال في الشهر الحرام، فأبى المشركون ذلك، وقاتلوهم وبغوا عليهم، فقاتلهم المسلمون، ونصروا عليهم، فنزلت هذه الآية".

التفسير وأوجه القراءة

٦٠ - والإشارة بقوله: {ذَلِكَ} إلى ما تقدم، فهو خبر لمبتدأ محذوف؛ أي:


(١) البحر المحيط.
(٢) لباب النقول.