للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وعبارة "الشوكاني" هنا: فظاهر ما في الآية التكرار، وأاْجيب يحمل الخشية على العذاب؛ أي: من عذاب ربهم خائفون، وبه قال الكلبي ومقاتل. وأجيب يحمل الإشفاق على ما هو أثر له، وهو الدوام على الطاعة؛ أي: الذين هم من خشية ربهم دائمون على طاعته. وأجيب أيضًا: بأن الإشفاق كمال الخوف فلا تكرار. وقيل: هو تكرار للتأكيد.

والصفة الثانية:

٥٨ - ذكرها بقوله: {وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ} المنصوبة في الآفاق المنزلة على الإطلاق {يُؤْمِنُونَ}؛ أي: يصدقون مدلولها, ولا يكذبونها بقول، ولا فعل بأن يستدلوا بهذه المخلوقات على وجود الصانع، ويصدقوا بأن ما في القرآن حق من ربهم. والمعنى؛ أي: والذين هم بآيات ربهم الكونية، التي نصبها في الأنفس والآفاق دلالة على وجوده، ووحدانيته، وبآياته المنزلة على رسله، مصدقون موقنون، لا يعتريهم شك ولا ريب.

والصفة الثالثة:

٥٩ - ذكرها بقوله: {وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ} غيره شركًا جليًّا ولا خفيًا؛ أي: والذين لا يعبدون مع الله سواه، ويعلمون أنه الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي ليس له صاحبة ولا ولد.

وفيما سبق وصف لله بتوحيد الربوبية، وهنا وصف له بتوحيد الألوهية، ولم يقتصر على الأول؛ لأن كثيرًا من المشركين يعترفرن بتوحيد الربوبية، كما قال: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} ولا يعترفون بتوحيد الألوهية والعبادة، ومن ثم عبدوا الأصنام والأوثان على طرائق شتى، وعبدوا معبودات مختلفة.

والصفة الرابعة:

٦٠ - ذكرها بقوله: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا}؛ أي: والذين يعطون ما أعطوه من الزكوات والصدقات، ويفعلون ما توسلوا به إلى الله تعالى، من الخيرات والمبرات، وصيغة المضارع للدلالة على الاستمرار، والماضي على التحقق، {وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} حال من فاعل يؤتون؛ أي: والحال أن قلوبهم خائفة أن


(١) المراغي.