أقوم على أيتامي حتى يغنيهم الله تعالى أو يميت - يعني: اليتيم أو هي -، ورجل له مال صنع طعاما، فأطاب صنعته، وأحسن نفقته، فدعا عليه اليتيم والمسكين، ورجل وصل الرحم، يوسّع له في رزقه، ويمدّ له في أجله، ويكون تحت ظلّ عرش ربّه».
{وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ} بالمعاصي، والفتن، وتعويق الناس من الإيمان بمحمد صلّى الله عليه وسلّم وبالقرآن، والاستهزاء بالحقّ، وقطع الصلة التي عليها يدور فلك نظام العالم، وصلاحه. {أُولئِكَ} الموصوفون بنقض العهد وبما بعده {هُمُ الْخاسِرُونَ}؛ أي: المغبونون بفوات المثوبة والجنة لهم، والمصير إلى العقوبة والنار المؤبّدة عليهم؛ لأنّهم استبدلوا الضلالة بالهدى، والعذاب بالمغفرة، فصاروا إلى النار المؤبّدة؛ لأنّهم استبدلوا النقض بالوفاء، والقطع بالوصل والفساد بالصلاح.
وروي: أنّه ليس من مؤمن ولا كافر إلّا وله منزل، وأهل، وخدم في الجنة، فإن أطاع الله تعالى أعطي أهله، وخدمه، ومنزله في الجنة، وإن عصاه ورّثه الله المؤمن فقد غبن عن أهله، وخدمه، ومنزله.
٢٨ - {كَيْفَ تَكْفُرُونَ} كيف (١) نصب حالا من الضمير في {تَكْفُرُونَ}؛ أي: حالة كونكم معاندين تكفرون، وتجحدون {بِاللَّهِ}؛ أي: بوحدانية الله، ومعكم ما يصرفكم عن الكفر إلى الإيمان من الدلائل الأنفسيّة والآفاقية. والاستفهام في {كَيْفَ} إنكاري، لا بمعنى: إنكار الوقوع، بل بمعنى: إنكار الواقع واستبعاده، والتعجيب منه، والتوبيخ عليه؛ لأنّ التعجّب من الله يكون على وجه التعجيب، والتعجيب: هو أن يدعو إلى التعجب، وكأنّه يقول: ألا تتعجّبون أنّهم يكفرون الله، كما في «تفسير أبي الليث». وقال القاضي: هو استخبار، والمعنى: أخبروني على أيّ حال تكفرون.
{وَكُنْتُمْ أَمْواتًا}؛ أي: والحال أنكم كنتم أمواتا؛ أي: أجساما لا حياة