للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يكون المعنى: ومن اتبعك من المؤمنين حسبهم الله، على كونه مبتدأ خبره محذوف.

٦٥ - {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ} الكريم والرسول الرحيم {حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ}؛ أي: حث المؤمنين {عَلَى الْقِتَالِ}؛ أي: على قتال أعدائهم ورغبهم فيه؛ لدفع عدوان الكفار وإعلاء كلمة الحق والعدل أهلهما على كلمة الباطل والظلم وأنصارهما.

والخلاصة: حثهم على ما يقيهم أن يكونوا حرضًا أو يكونوا من الهالكين بعدوان الكافرين عليهم وظلمهم إياهم إذا رأوهم ضعفاء مستسلمين.

ثم بشرهم؛ تثبيتًا لقلوبهم وتسكينًا لخواطرهم بأنَّ الصابرين منهم في القتال يغلبون عشرة أمثالهم من الكفار، فقال: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ}؛ أي: إن يوجد منكم أيها المؤمنون {عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا}؛ أي: يقهروا بتأثير إيمانهم وصبرهم وفقههم {مِائَتَيْنِ} من الكافرين الذين جرِّدوا من هذه الصفات الثلاث، أي: إن يكن منكم عشرون .. فليصبروا وليجتهدوا في القتال حتى يغلبوا مئتين {وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ} صابرة {يَغْلِبُوا} ويقهروا {أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} وهذا وعد من الله تعالى وبشارة بأنَّ الجماعة من المؤمنين إن صبروا .. غلبوا عشرة أمثالهم من الكافرين بعون الله وتأييده.

والخلاصة (١): ليصبرن الواحد لعشرة، فجماعة المؤمنين الصابرين ترجح جماعة الكافرين بهذه النسبة العشرية سواء قلوا أو كثروا، بحيث يؤمرون بقتالهم وعدم الفرار منهم إذا بدؤوهم بالقتال.

وإنما يجب هذا الحكم عند حصول هذه الشروط المذكورة (٢):

منها: أن يكون المؤمن شديد الأعضاء قويًّا جلدًا.

ومنها: أن يكون قوي القلب، شديد البأس، شجاعًا غير جبان.

ومنها: أن يكون غير متحرف لقتالٍ، أو متحيزٍ إلى فئة، فعند حصول هذه


(١) المراغي.
(٢) المراح.