للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لَوْلا الْمَلاَمَةُ أَوْ حِذَارُ مَسَبَّةٍ ... لَوَجَدْتَنِيْ سَمْحًا بِذَاكَ مُبِيْنَا

وأخرج (١) ابن أبي حاتم عن سعيد بن أبي هلال قال: نزلت في عمومة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكانوا عشرة، فكانوا أشد الناس معه في العلانية، وأشد الناس عليه في السر.

قوله تعالى: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ...} الآية، روى الترمذي والحاكم عن علي أن أبا جهل قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: وإنا لا نكذبك، ولكن نكذب بما جئت به، فأنزل الله: {فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللهِ يَجْحَدُونَ}.

وروى ابن جرير عن السدي أن الأخنس بن شريق، وأبا جهل التقيا، فقال الأخنس لأبي جهل: يا أبا الحكم، أخبرني عن محمد، فإنه ليس ها هنا أحد يسمع كلامك غيري، قال أبو جهل: واللهِ إن محمدًا لصادق، وما كذب قط، ولكن إذا ذهب بنو قصي باللواء والسقاية والحجابة والندوة والنبوة، فماذا يكون لسائر قريش؟ فأنزل الله هذه الآية: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ...} الآية.

قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ ...} الآية، سبب (٢) نزولها: ما رواه أبو صالح عن ابن عباس رضي الله عنه: أن الحارث بن عامر أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - في نفر من قريش، فقال: يا محمد، ائتنا بآية كما كانت الأنبياء تأتي قومها بالآيات، فإن فعلت آمنا بك، فنزلت هذه الآية: {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ ...}.

التفسير وأوجه القراءة

٢٥ - {وَمِنْهُمْ}؛ أي: ومن أولئك الكافرين من أهل مكة {مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ}؛ أي: فريق يستمع إليك يا محمد إذا أنت تلوت القرآن داعيًا إلى توحيد الله مبشرًا ومنذرًا {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ}؛ أي: والحال أنا قد جعلنا على قلوب هؤلاء المستمعين أغطية تمنعهم عن أن يفقهوه ويفهموه؛ أي: تحولهم دون فقهه وفهمه.

{وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا}؛ أي: وقد جعلنا أيضًا في آذانهم وأسماعهم وقرًا؛ أي:


(١) لباب النقول.
(٢) زاد المسير.