والعادة فقط، مع أنَّها دون ذلك عند الله، كما تدل عليه هذه الآية.
روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال:"ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم، رجل حلف على سلعة: لقد أعطي بها أكثر مما أعطى وهو كاذب، ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر، ليقتطع بها مال امرئ مسلم، ورجل منع فضل ماله فيقول الله له: اليوم أمنعك فضلي ما منعت فضل ما لم تعمل يداك".
وروى مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم، قال: فقرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات، فقلت: خابوا وخسروا من هم يا رسول الله؟ قال: المسبل، والمنَّان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب".
وروى مسلم أيضًا عن أبي أمامة رضي الله عنه أنَّ رسول - صلى الله عليه وسلم - قال: من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه .. حرم الله علية الجنة، وأوجب له النار، فقالوا: يا رسول الله وإن كان شيئًا يسيرًا؟ قال: وإنْ كان قضيبًا من أراك".
٧٨ - {وَإِنَّ مِنْهُمْ}؛ أي: وإنَّ من اليهود {لَفَرِيقًا}؛ أي: لطائفة {يَلْوُونَ}؛ أي: يفتلون ويعطفون {أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ}؛ أي: بقراءة الكتاب، فيميلونها عن المنزل إلى المحرف، ويبدلون المحرف عن المنزل، كتحريفهم حركات الإعراب في آية الرجم، واللفظة الدالة على نبوة - صلى الله عليه وسلم -، تحريفًا يتغير به المعنى {لتحسبوه}؛ أي: لتظنوا أيها المسلمون أنَّ ذلك المحرف {مِنَ الْكِتَابِ}؛ أي: من كلام الله وتنزيله، يعني من التوراة {وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ}؛ أي: والحال أنَّ ذلك المحرف ليس من التوراة المنزل من عند الله، ولكنه من عند أنفسهم.
والمعنى (١): يلوون ألسنتهم ويعطفونها عن اللفظ المنزل إلى المحرَّف؛ لكي يظن السفلة أو المسلمون أنَّ المحرف من التوراة، وما هو من الكتاب؛ أي: والحال أن المحرف ليس من التوراة في نفس الأمر، وفي اعتقادهم {وَيَقُولُونَ