للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الترمذي عن أبي سعيد الخدري، وقال: حديث حسن صحيح غريب.

وقرأ أبو حيوة وأبو بحرية وابن أبي عبلة {كلحون} بغير ألف.

١٠٥ - وجملة قوله: {أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ} مقول لقول محذوف، تقديره: فيقال لهم: تعنيفًا وتوبيخًا وتذكيرًا، لما به استحقوا، ما ابتلوا به من العذاب: ألم تكن آياتي المنزلة تقرأ عليكم فى الدنيا، تبين لكم بالدلائل الواضحة، كيفية سلوك الطريق الحق {فَكُنْتُمْ بِهَا}؛ أي: بآياتي تكذبون فصرتم مستحقين للعذاب الأليم، يعني قوارع القرآن وزواجره تخوفون بها فى الدنيا فلا تنتهون بها، فصرتم اليوم مستحقين للعذاب الأليم بسبب تكذيبها، والاستفهام فيها للتقرير المضمن للتوبيخ والتقريع،

١٠٦ - وجملة قوله: قالوا: يا {رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا} ملكتنا {شِقْوَتُنَا} وآثامنا التي اقترفناها بسوء إختيارنا، فصارت أحوالنا مؤدية إلى سوء العاقبة. مستأنفة واقعة فى جواب سؤال مقدر، فكأنه قيل: فماذا قالوا بعد التوبيخ المذكور، فقيل: قالوا: ربنا ... إلخ. قال القرطبي: وأحسن (١) ما قيل: فى معناه: غلبت علينا لذاتنا، وأهواؤنا، فسمى اللذات، والأهواء شقوة؛ لأنهما تؤديان إليها، فأطلق اسم المسبب على السبب، قال أبو تراب: الشقوة حسن الظن بالنفس، وسوء الظن بالخلق.

وقرأ عبد الله والحسن وقتادة وحمزة والكسائي والمفضل عن عاصم، وأبان والزعفراني وابن مقسم (٢): {شقاوتنا} بوزن السعادة، وهي لغة فاشية. وقرأ قتادة أيضًا والحسن فى رواية خالد بن حوشب عنه كذلك، إلا أنه بكسر الشين. وباقي السبعة والجمهور بكسر الشين وسكون القاف، وهي لغة كثيرة فى الحجاز. قال الفراء: أنشدني أبو شروان، وكان فصيحًا:

عُلِّقَ مِنْ عَنَائِهِ وَشِقوَتِهْ ... بِنْتَ ثَمَانِيْ عَشْرَ مِنْ حُجَّتِهْ

وقرأ شبل فى "اختياره" بفتح الشين وسكون القاف. {وَكُنَّا} بسبب ذلك


(١) القرطبي.
(٢) البحر المحيط.