للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأخرج أبو نعيم، وابن عساكر في تاريخه، من طريق السدى الصغير، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: قال جندب عن زهير: إذا صلى الرجل، أو صام، أو تصدق، فذُكر بخير ارتاح له، فزاد في ذلك لمقالة الناس له فنزلت في تلك {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ ...} الآية.

التفسير وأوجه القراءة

١٠٠ - {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ} أبرزنا نار جهنم {يَوْمَئِذٍ}؛ أي: يوم إذ نفخ في الصور، وجمعناهم جمعًا وأظهرناها {لِلْكَافِرِينَ} باللهِ وبرسله {عَرْضًا} هائلاً وإظهارًا عجيبًا، لا يُعرف كنهه حتى يروا أهوالها، وشديد نكالها، ويسمعوا لها تغيظًا وزفيرًا، وفي هذا تعجيل للهم والحزن لهم، ومعرفة أنهم مواقعوها، ولا يجدون عنها مصرفا.

وتخصيص العرض بالكافرين (١)، مع أنها بمرىءً من أهل الجمع قاطبةً، لأن ذلك لأجلهم خاصةً، وهذا العرض يجري مجرى العقاب لهم من أول الأمر، لما يتداخلهم من الغم العظيم

١٠١ - {الَّذِينَ} الموصول مع صلته نعت للكافرين، أو بدل ولذا لا وقف على عرضا، كما في "الكواشي" {كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ}؛ أي: أعين قلوبهم، وهم في الدنيا {فِي غِطَاءٍ}؛ أي: في غلاف وغيظ وأغشية كثيفة، محاطة بذلك من جميع الجوانب، والغطاء: ما يغطي الشيء ويستره {عَنْ ذِكْرِي} على وجه يليق بي، وعن كتابي فلا يهتدون به؛ أي: في غطاء عن الآيات المؤدية لأولي الأبصار المتدبرين فيها إلى ذكري بالتوحيد والتمجيد، كما قيل:

فَفِي كَلِّ شَيْءٍ لَهُ آيَةٌ ... تَدَلُّ عَلَى أَنَّهُ وَاحِدُ

{وَكَانُوا} مع ذلك {لَا يَسْتَطِيعُونَ} لا يقدرون لفرط تصاممهم عن الحق، وكمال عداوتهم للرسول - صلى الله عليه وسلم - {سَمْعًا}؛ أي: استماعًا لذكري وكلامي وقرآني، فلا يؤمنون به، يعني: أن حالهم أعظم من الصمم، فإن الأصم قد يستطيع السمع إذا


(١) روح البيان.