للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

١ - أن المتبع لما يرضي الله بالإيمان بهذا الكتاب يهتدي إلى الطرق التي يسلم بها في الدنيا والآخرة، من كل ما يبعده عن الشقاء والهلاك، فيقوم في الدنيا بحقوق الله والحقوق الواجبة عليه لنفسه - روحية كانت أو جسدية - وللناس ويكون في الآخرة منعمًا نعيمًا روحيًّا وجسديًّا.

وخلاصة ذلك: أنَّه يتبع دينًا يجد فيه ما يوصله إلى السلامة من الشقاء في الدنيا والآخرة، لأنَّه دين الإخلاص والعدل والمساواة.

٢ - أنه يخرج معتنقيه من ظلمات الوثنية والأوهام والخرافات التي أفسد بها الرؤساء جميع الأديان إلى نور التوحيد الخالص الذي يجعل صاحبه حرًّا كريمًا بين يدي الخلق، خاضعًا للخالق وحده.

٣ - أنه يهدي إلى الطريق الموصل إلى المقصد والغاية من الدين إذا اعتصم به من اتبعه على الوجه الصحيح الذي أنزل لأجله، كما عمل بذلك أهل الصدر الأول من الصحابة والتابعين لهم بإحسان.

وقرأ عبيد بن عمير والزهري وسلام وحميد ومسلم بن جندب (١): {به الله}، بضم الهاء حيث وقع. وقرأ الحسن وابن شهاب: {سبل} ساكنة الباء.

١٧ - وعزتي وجلالي: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} لا غيره، قال ابن عباس رضي الله عنهما (٢): هؤلاء نصارى نجران، فإنهم قالوا هذه المقالة، وهو مذهب اليعقوبية والملكانية من النصارى؛ لأنَّهم يقولون في المسيح: إنَّه هو الله. تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا، وإنَّما قالوا هذه المقالة الخبيثة لأنهم يقولون بالحلول، وأن الله قد حل في بدن عيسى، فلما كان اعتقادهم ذلك لا جرم .. حكم الله عليهم بالكفر، وقيل: لم يصرح به أحد منهم، ولكن مذهبهم يؤدي إليه، حيث اعتقدوا اتصاف عيسى بصفاته الخاصة؛ أي: بأنَّه يخلق ويحيي ويميت ويدبر أمر العالم. ثم ذكر الله تعالى ما يدل على


(١) البحر المحيط.
(٢) الخازن.