للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لفائدة الإنسان، وختم ذلك بالأمر بالتفكير في بدائع صنع الله، وإعمال العقل في عجيب خلقه؛ ليستدل العاقل بالأثر على وجود المؤثر، وبالصنعة على عظمة الخالق المدبر الحكيم، ثم ذكر تعالى بعد ذكر هذه الآيات البينات الواضحات أنّ من الناس متخذي أندادًا، وأنهم يحبونهم مثل محبة الله، ثم ذكر أن من المؤمنين من هو أشد حبًّا لله من هؤلاء لأصنامهم، ثم خاطب من خاطب بقوله: {وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ...} حين عاينوا نتيجة اتخاذهم الأنداد لرأيت أمرًا عظيمًا.

أسباب النزول

قوله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ...} سبب (١) نزول هذه الآية: أن كفار قريش قالوا: يا محمَّد صف، لنا ربك، وانسبه؟ فأنزل الله هذه الآية وسورة الإخلاص.

قوله تعالى: {إِنَّ في خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ...} سبب نزولها: ما روي عن (٢) عطاء قال: نزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ...} الآية. فقال كفار قريش بمكة: كيف يسع الناس إله واحد؛ فأنزل الله تعالى: {إِنَّ في خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} إلى قوله: {لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}.

التفسير وأوجه القراءة

١٦٣ - {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} روي: أنه كان للمشركين ثلاث مدّة صنم يعبدونها من دون الله، فبين الله أنه إلههم، وأنه واحد، فقال: {وَإِلَهُكُمْ}؛ أي: معبودكم الذي يستحق العبادة منكم أيها العباد {إِلَهٌ وَاحِدٌ}؛ أي: إله منفرد في ألوهيته وربوبيته، ليس له شريك فيهما، ومنفرد في ذاته وصفاته وأفعاله ليس له نظير فيها (٣)، وظاهر الخطاب أنه لجميع المخلوقات المُتصوّر منهم العبادة؛ فهو إعلام لهم بوحدانية الله تعالى، ويحتمل أن يكون خطابًا للمشركين الذين قالوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -:


(١) الخازن.
(٢) لباب النقول.
(٣) البحر المحيط.