قوله تعالى:{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ...} الآية، مناسبتها لما قبلها: أنه لما كان كفر معظم الكفار المستحقين اللعنة والخلود في النار؛ لاتخاذهم آلهة مع الله ... أخبر تعالى أن الإله واحد لا يتعدد، ولا يتجزأ، ولا مثيل له في صفاته، وحصر الإلهية فيه.
قوله تعالى:{إِنَّ في خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ...} الآية، مناسبة (١) هذه الآية لما قبلها: أنه تعالى لمّا ذكر أنه واحد، وأنه منفرد بالإلهية .. لم يكتف بالإخبار حتى أورد دلائل الاعتبار، واستدل على وحدانيته واختصاصه بالإلهية بهذا الخلق الغريب، والبناء العجيب استدلالًا بالأثر على المؤثر، وبالصنعة على الصانع، وعرفهم طريق النظر، وفيم ينظرون، فبدأ أولًا بذكر العالم العلوي فقال:{إِنَّ في خَلْقِ السَّمَاوَاتِ}، ثم بالعالم السفلي، ثم بتعاقب الليل والنهار، ثم بالسفن التي تمخر أمواج البحار، ثم بالأمطار التي فيها حياة الزروع والنفوس، ثم بما بثّ في الأرض من أنواع الحيوانات العجيبة، ثم بالرياح والسحب التي سخرها الله تعالى