من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين فرقة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين، اثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي الجماعة» زاد في رواية:«وإنه سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخلته». أخرجه أبو داود.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن بني إسرائيل تفرقت على اثنتين وسبعين ملة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلها في النار إلا ملة واحدة»، قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال:«من كان على ما أنا عليه وأصحابي». أخرجه الترمذي.
قال الخطابي: في هذا الحديث دلالة على أن هذه الفرق غير خارجة عن الملة والدين؛ إذ جعلهم من أمته.
١٦٠ - {مَنْ جاءَ} ربه يوم القيامة {بـ} الخصلة {الحسنة} والأعمال الصالحة من خصال الطاعات التي فعلها، وقلبه مطمئن بالإيمان {فَلَهُ}؛ أي: فلذلك العامل عنده تعالى {عَشْرُ} حسنات {أَمْثالِها}؛ أي: جوزي عليها بعشر حسنات أمثالها فضلا من الله سبحانه وتعالى وكرما منه، وهذا استئناف لبيان قدر جزاء العاملين، والتقييد بالعشرة؛ لأنه أقل مراتب التضعيف، وإلا فقد جاء الوعد به إلى سبعين، وإلى سبع مئة، وإلى أنه بغير حساب، إذ قد وعد بالمضاعفة دون قيد في قوله: {إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (١٧)} ووعد بمضاعفة كثيرة في قوله: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافًا كَثِيرَةً} ووعد بالمضاعفة إلى سبع مئة ضعف في قوله: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (٢٦١)}.
وفي هذا إشارة إلى تفاوت المنفقين وغيرهم من المحسنين في الصفات النفسية كالإخلاص في النية، والاحتساب عند الله، والإخفاء سترا على المعطي، وتباعدا من الشهرة، والإبداء لحسن القدوة، وتحري المنافع والمصالح، وما