للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "كل ذنب عسَى أن يغفره الله إلا من مات مشركًا، ومن قتل مؤمنًا متعمدًا". أخرجه أبو داود. انتهى الفصل.

١٣٦ - {أُولَئِكَ} الموصوفون بالصفات السابقة، والمستغفرون من ذنوبهم {جَزَاؤُهُمْ} على أعمالهم الحسنة {مَغْفِرَةٌ} كائنة {مَغْفِرَةٌ} لذنوبهم {وَجَنَّاتٌ}؛ أي: بساتين {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا}؛ أي: من تحت أشجارها، وقصورها {الْأَنْهَارُ}؛ أي: أنهار الماء، واللبن، والخمر، والعسل حالة كونهم {خَالِدِينَ}؛ أي: مقدرين الخلود {فِيهَا}؛ أي: في الجنة دائمين فيها لا يموتون، ولا يخرجون منها {وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}؛ أي: وحسن جزاء المطيعين الله بالصفات السابقة، وبالاستغفار من ذنوبهم. والمخصوص بالمدح المغفرة، والجنات.

وخلاصة ذلك: نِعْمَ هذا الأجر الذي ذكر من المغفرة، والجنات أجرًا للعاملين تلك الأعمال الصالحة، وللمستغفرين من ذنوبهم. وذكر تعالى (١) {وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} بـ {واو} العطف هنا، وتركها في العنبكوت لوقوع مدخولها هنا بعد خبرين متعاطفين بالواو، فناسب عطفه بها ربطًا بخلاف ما في العنبكوت؛ إذ لم يقع قبل ذلك إلا خبر واحد كنظيره في الأنفال في قوله تعالى: {نِعْمَ الْمَوْلَى} ونظير الأول قوله في الحج: {فَنِعْمَ الْمَوْلَى}؛ وإن كان العطف فيه بالفاء.

ولا يلزم (٢) من إعداد الجنة للمتقين، والتائبين جزاءً لهم أن لا يدخلها المصرون، كما لا يلزم من إعداد النار للكافرين جزاء لهم أن لا يدخلها غيرهم.

والتعبير عن المغفرة، والجنات بالأجر المشعر بأنهما يستحقان في مقابلة العمل، وإن كان بطريق التفضل، لمزيد الترغيب في الطاعات، والزجر عن المعاصي.

١٣٧ - {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ} وهذا رجوع إلى تفصيل بقية قصة أحد بعد تمهيد مبادئ الرشد، والصلاح وأولها قوله: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ} فقوله: {يأَيَهُا


(١) الجمل.
(٢) كرخي.