للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

اختارهم الله لخدمته.

٤٠ - {فِي جَنَّاتٍ} في محل رفع على أنّه خبر لمبتدأ محذوف؛ أي: هم في جنّات لا يكتنه كنهها، ولا يوصف وصفها، كما دل عليه التنكير. والمراد أن كلا منهم ينال جنة منها. والجملة مستأنفة استئنافًا بيانيًّا واقعًا في جواب سؤال نشأ مما قبله، كأنّه قيل: ما بال أصحاب اليمين؟ فقيل: هم في جنات. ويجوز أن يكون {فِي جَنَّاتٍ} حالًا من {أَصْحَابَ الْيَمِينِ}، وأن يكون حالًا من فاعل {يَتَسَاءَلُونَ}، وأن يكون ظرفا لـ {يَتَسَاءَلُونَ}. وقوله: {يَتَسَاءَلُونَ} يجوز أن يكون على بابه فيكون قوله: {عَنِ الْمُجْرِمِينَ (٤١)} متعلقًا بـ {يَتَسَاءَلُونَ}؛ أي: يسأل بعضهم بعضًا عن أحوال المجرمين. ويجوز (١) أن يكون تفاعل هنا بمعنى فعل،

٤١ - و {عَنِ} في قوله: {عَنِ الْمُجْرِمِينَ (٤١)} زائدة؛ أي: يسألون المجرمين عن أحوالهم. وقد حذف المسؤول لكونه عين المسؤول عنه ولدلالة ما بعده عليه. ويروى: "أنّ الله يطلع أهل الجنة، وهم في الجنة حتى يروا أهل النار، فيسألونهم.

٤٢ - وقوله: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (٤٢)} مقول لقول قدر وقع حالًا مقدرة من فاعل يتساءلون؛ أي: يسألون المجرمين عن أحوالهم حال كونهم قائلين لهم أي شيء أدخلكم في سقر؟ وأيُّ شيء كان سببًا لدخولكم فيها؟. من سلكت الخيط في الإبرة سلكًا، أي: أدخلته فيها، فهو من السلك بمعنى الإدخال لا من السلوك بمعنى الذهاب. فإن قلت: لم يسألونهم وهم عالمون بذلك؟

قلت: توبيخًا لهم وتحسيرًا ولتكون حكاية الله سبحانه ذلك في كتابه تذكرة للسامعين. وقرأ أبو عمرو "سلكّم" بإدغام الكاف في الكاف، والباقون بالفكّ.

والمعنى: أي (٢) هم في غرفات الجنات يسألون المجرمين، وهم في الدركات قائلين لهم: ما الذي أدخلكم في سقر؟

٤٣ - فأجابوهم: بأنّ هذا العذاب كان لأمور أربعة:

١ - {قَالُوا}؛ أي: قال المجرمون مجيبين للسائلين {لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} للصلوات الواجبة، فعدم إقرارنا بفرضيّة الصلاة وعدم أدائها سلكنا فيها. أصله:


(١) روح البيان.
(٢) المراغي.