به النفع والدفع. والتقدير (١): أأخرتم الإيمان، ثم إذا ما وقع العذاب، آمنتم به؛ أي: أأخرتم الإيمان باللهِ، أو بالعذاب إلى حين وقوع العذاب؛ أي: لا ينبغي هذا التأخير ولا يصح ولا يليق؛ لأن الإيمان في هذه الحالة، غير نافع وغير مقبول. وهذه الجملة داخلة تحت القول المأمور به، الذي أمر الله رسوله، - صلى الله عليه وسلم -، أن يقوله لهم، وجيء بكلمة {ثُمَّ} التي للتراخي، دلالةً على الاستبعاد. وجيء: بـ {إذا} مع زيادة {مَا} للتأكيد، دلالةً على تحقق وقوع الإيمان منهم، في غير وقته، ليكون في ذلك زيادة استجهال لهم، والمعنى: أبعد ما وقع عذاب الله عليكم، وحل بكم سخطه وانتقامه، آمنتم حين لا ينفعكم هذا الإيمان شيئًا، ولا يدفع عنكم ضرًّا.
والخلاصة: أي أيستعجل مجرموكم بالعذاب الذي هو أحق بالخوف منه، بدل الإيمان الذي يدفعه عنهم، ثم إذا وقع بالفعل، آمنتم به حين لا ينفع الإيمان إذ هو قد صار ضروريًّا بالمشاهدة والعيان، لا تصديقًا للرسول، عليه السلام.
وقوله:{الآن}؛ أي: هل بعد وقوع العذاب تؤمنون {و} الحال أنكم {قد كنتم به}؛ أي: بوقوع العذاب {تَسْتَعْجِلُونَ} تكذيبًا به واستكبارًا، كلام مستأنف بتقدير: القول غير داخل تحت القول الذي أمر الله رسوله، - صلى الله عليه وسلم -، أن يقوله لهم. والاستفهام فيه للتوبيخ والتقريع، أي: وقيل لهم: الآن حين وقوع العذاب، تؤمنون به، وقد كنتم به تستعجلون تكذيبًا واستهزاءً. وقرأ طلحة والأعرج بهمزة الاستفهام، بغير مد. وقرأ الجمهور؛ {الآن} على الاستفهام بالمد وكذا {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ}.
٥٢ - وقوله:{ثُمَّ قِيلَ} من جهة الله {لِلَّذِينَ ظَلَمُوا} أنفسهم بالكفر وعدم الإيمان: إن هذا الذي تطلبونه، ضرر محض، عار عن النفع من كل وجه، والعاقل لا يطلب ذلك، ويقال لهم على سبيل الإهانة لهم:{ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ}؛ أي: العذاب الدائم الذي لا ينقطع، والقائل لهم هذه المقالة، والتي