بما يخرج منه في الصغر والكبر والشكل والهيئة، مشاهدًا مرئيًا لمن نظر إليها بعد أن كانت متماسكة الأجزاء، وقد اقتضت حكمته ذلك ليدخل الهواء والضياء في جوفها، ويهيئها لتغذية النبات، وقيل: المراد بالشق: شق الفلاح بما جرت العادة أن يشق به، ولما كان الشق بعد الصب .. أورد كلمة {ثُمَّ} ثم بين سبب هذا الشق، وما وقع لأجله،
٢٧ - وذكر ثمانية أنواع من النبات، فقال:{فَأَنْبَتْنَا فِيهَا}؛ أي: في الأرض المشقوقة بالنبات، والفاء للتعقيب.
١ - {حَبًّا}: فإن انشقاق الأرض بالنبات لا يزال يتزايد ويتسع إلى أن يتكامل النمو وينعقد الحب، والحب: كل ما حصد من نحو الحنطة والشعير وغيرهما، وهو جنس الحبة؛ كالتمر والتمرة، فيشمل القليل والكثير، قدمه على ما بعده؛ لأنه الأصل في الغذاء.
٢٨ - وقوله:
٢ - {وَعِنَبًا} معطوف على {حَبًّا}؛ أي: وأنبتنا فيها عنبًا، قيل: وليس من لوازم العطف أن يقيد المعطوف بجميع ما قيد به المعطوف عليه، فلا ضير في خلو إنبات العنب عن شق الأرض، وكذا في أمثاله كذا قال في "الإرشاد"؛ ولعل شق الأرض فيه باعتبار أصله أول خروجه منها، فعان المراد هنا: شجرة العنب، وإنما ذكره والزيتون باسم الثمرة؛ لشهرتهما بها، ووقوع كل منهما بعدما يؤكل نفسه. فاعرف.
وأفرد العنب بالذكر من بين الثمار؛ لأنه فاكهة من وجه يتلذذ به، وطعام يتغذى به، وهو من أصلح الأغذية.
٣ - {وَقَضْبًا} أي: وَقَتًّا رطبًا، والقضب: هو القتَّ الرطب الذي يقضب؛ أي: يقطع مرة بعد أخرى تعلف به الدواب، ويقال له: الفصفصة، سميت بمصدر قضبه؛ أي: قطعه، مبالغة كأنها لتكرر قطعها وتكثره إذا تقضب مرة بعد أخرى في السنة نفس القطع.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: إنه الرطب التي تقضب من النخل، ورجحه