للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

اقترحوه، لكنه لم يرد ذلك؛ لأنه لا ينتج المقصود من إيمانهم ثم أتبع ذلك بالتيئيس منه وبالتهديد بقارعة تحل بهم، وبتسلية النبي - صلى الله عليه وسلم - على استهزائهم به.

أسباب النزول

قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ ...} الآية، سبب نزولها (١): ما أخرجه ابن أبي حاتم وابن مردويه عن عطية العوفي: قال: قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: لو سيرت لنا جبال مكة حتى تتسع فنحرث فيها، أو قطعت لنا الأرض كما كان سليمان يقطع لقومه بالريح، أو أحييت لنا الموتى كما كان عيسى يحيي الموتى لقومه، فأنزل الله: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا ...} الآية.

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وغيرهما عن الشعبي قال: قالت قريش لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن كنت نبيًّا كما تزعم فباعد جبلي مكة أخشبيها - إسمي الجبلين - هذين مسيرة أربعة أيام أو خمسة، فإنها ضيقة حتى نزرع فيها ونرعى، وابعث لنا آباءنا من الموتى حتى يكلمونا ويخبرونا أنك نبي، أو احملنا إلى الشام أو اليمن أو إلى الحيرة حتى نذهب ونجيء في ليلة كما زعمت أنك فعلته، فنزلت هذه الآية. وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس أنهم قالوا: سير بالقرآن الجبال، قطع بالقرآن الأرض، أخرج به موتانا، فنزلت.

وقال الزبير بن العوام (٢): قالت قريش لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ادع الله أن يسير عنا هذه الجبال، ويفجر لنا الأرض أنهارًا فنزرع، أو يحيي لنا موتانا فنكلمهم، أو يصير هذه الصخرة ذهبًا، فتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف، فقد كان للأنبياء آيات، فنزلت هذه الآية، ونزل قوله: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ}.

التفسير وأوجه القراءة

٢٠ - {الَّذِينَ} الموصولات موصلاتها مبتدآت خبرها قوله الآتي: {أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى


(١) لباب النقول.
(٢) المراغي.