لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (٧٥)} قال: وهذه أشد من الأولى، {قالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (٧٦)} {فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما فَوَجَدا فِيها جِدارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ} قال: مائل، فقال الخضر بيده هكذا، فأقامه فقال موسى: قوم أتيناهم، فلم يطعمونا، ولم يضيّفونا {لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا} {قالَ هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (٧٨)} فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وددنا أن موسى كان صبر، حتى يقص الله علينا من خبرهما».
قال سعيد بن جبير: وكان ابن عباس يقرأ: {وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا} وكان يقرأ: {وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين}، وبقية روايات سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبيِّ بن كعب، هي موافقة لهذه الرواية في المعنى، وإن تفاوتت الألفاظ في بعضها، فلا فائدة في الإطالة بذكرها، وكذا روايات غير سعيد عنه.
التفسير وأوجه القراءة
٦٠ - والظرف في قوله:{وَإِذْ قالَ} متعلق بفعل محذوف تقديره؛ واذكر يا محمد لقومك قصّة إذ قال مُوسى بن عمران عليه السلام، {لِفَتاهُ} يوشع بن نون بن أفراشيم بن يوسف عليه السلام، لما فيها من العبرة. قيل (١): ووجه ذكر هذه القصة في هذه السورة: أن اليهود لما سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن قصة أصحاب الكهف، وقالوا: إن أخبركم فهو نبي، وإلا فلا .. ذكر الله قصّة موسى والخضر، تنبيهًا على أن النبي لا يلزمه أن يكون عالمًا بجميع القصص والأخبار، والمعنى: واذكر قصة وقت قول موسى لفتاه يوشع بن نون، وهو ابن أخت موسى، وكان من أكبر أصحابه، ولم يزل معه إلى أن مات، وخلفه في شريعته، وكان من أعظم بني إسرائيل بعد موسى، سمي فتاه إذ كان