لرسلها؛ كما كذبت قول قريش نبيها وأعقبه بذكر ما أصابهم في الدنيا من العذاب والهوان .. أردف ذلك بذكر ما سينالهم من النكال والوبال في الآخرة, فبين أنهم سيساقون على وجوههم إلى جهنم سوقًا إهانة، وتحقيرًا لهم، ويقال لهم حينئذٍ توبيخًا وتعنيفًا: ذوقوا عذاب النار، وشديد حرها، ثم أعقبه ببيان أن كل شيء فهو بقضاء الله وقدره، وإذا أراد الله أمرًا فإنما يقول له: كن، فيكون. ثم نبههم إلى ما كان يجب عليهم أن يتنبهوا له من هلاك أمثالهم من الأمم التي كذبت رسلها من قبله، وفعلت فعلها، فأخذها أخذ عزيز مقتدر.
ثم ختم السورة بذكر ما يتمتع به المتقون في جنات النعيم من إجلال وتعظيم، ويرون ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت, ولا خطر على قلب بشر.
أسباب النزول
قوله تعالى: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (٤٥)} سبب نزول هذه الآية (١): ما أخرجه ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قالوا يوم بدر: نحن جميع منتصر، فنزلت: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (٤٥)}.
قوله تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (٤٧)} سبب نزولها: ما أخرجه مسلم، والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء مشركو قريش يخاصمون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القدر فنزلت: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (٤٧)} إلى قوله: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (٤٩)}.
التفسير وأوجه القراءة
٤١ - {وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (٤١)} اكتفى بذكرهم عن ذكره، للعلم بأنّه أولى بالنذر، أي: وعزّتي وجلالي، لقد جاءهم الإنذارات التي أنذرهم بها موسى وهارون عليهما السلام. والمراد بها: الآيات التسع التي تقدم ذكرها.