للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأقرها على ملكها، وأمر الجن فبنوا لها بأرض اليمن ثلاثة قصور لم يرَ الناس مثلها ارتفاعًا وحسنًا، وكان يزورها في الشهر مرة، ويقيم عندها ثلاثة أيام، وكان يبكر من الشام إلى اليمن ومن اليمن إلى الشام، وانقضى ملكها بانقضاء ملك سليمان، فسبحان من لا يزول ملكه.

فائدة: روي (١) أن سليمان ملك وهو ابن ثلاث عشرة سنة، ومات وهو ابن ثلاث وخمسين سنة، فمدة ملكه أربعون سنة، ووفاته في أواخر سنة خمس وسبعين وخمس مئة لوفاة موسى عليه السلام، وبين وفاته والهجرة الشريفة الإِسلامية ألف وسبع مئة وثلاث وسبعون سنة، ونقل أن قبره ببيت المقدس عند الجيسمانية، وهو وأبوه داود في قبرٍ واحد، وعاش أبوه داود مئة سنة.

قصص صالح عليه السلام

٤٥ - قوله {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا} معطوف (٢) على قوله: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ} واللام فيه موطئة للقسم، وهذه القصة من جملة بيان قوله: {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (٦) أي: وعزتي وجلالي لقد أرسلنا {إِلَى ثَمُودَ} وهي قبيلة من العرب كانوا يعبدون الأصنام {أَخَاهُمْ} النسبي المعروف عندهم بالصدق والأمانة، وقوله: {صَالِحًا} عطف بيان من {أَخَاهُمْ}، وهو صالح بن عبيد بن آسف بن كاشح بن حاذر بن ثمود، وعاش (٣) صالح مئتين وثمانين سنة، وبينه وبين هود مئة سنة، وعاش هود أربع مئة سنة وأربعًا وستين سنة، وبينه وبين نوح ثمان مئة سنة.

أي: أرسلناه إليهم بـ {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ} سبحانه أي: وحدوه بالعبادة، ولا تعبدوا غيره معه، فـ {إن} مصدرية في محل الجر بالباء المحذوفة، ويصح كونها مفسرة؛ لأن الإرسال بمعنى الوحي يتضمن معنى القول، كما في "الكرخي".

و {إِذَا} في قوله: {فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ} فجائية؛ أي؛ ففاجأ إرساله تفرقهم واختصامهم، فآمن فريق وكفر فريق؛ أي: استمروا على كفرهم.


(١) روح البيان.
(٢) الشوكاني.
(٣) الفتوحات.