للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الزمان، ولكونه صاحب كتاب، ولكونه أصلًا لسليمان وهو فرعه {و} هدينا {أَيُّوبَ} بن أموص بن رازح بن روم بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم {و} هدينا {يوسف} بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل، وكان ممن أوتي الملك والنبوة، وقرن (١) بينه وبين أيوب؛ لاشتراكهما في الامتحان: أيوب بالبلاء في جسده، ونبذ قومه له، ويوسف بالبلاء بالسجن، وبغربته، وفي مآلهما بالسلامة والعاقبة، وقدم أيوب؛ لأنه أعظم في الامتحان. قال الفراء: يوسف - بضم السين من غير همز - لغة أهل الحجاز، وبعض بني أسد يقول: يؤسف بالهمز، وبعض العرب يقول: يوسف - بكسر السين -، وبعض بني عقيل: يوسَف بفتح السين، ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير". {و} هدينا {مُوسَى} بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب {و} هدينا {هَارُونَ} بن عمران أخا موسى، وكان أكبر منه بسنة {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}؛ أي: وكما جزينا إبراهيم على توحيده وصبره على أذى قومه بإيتائه الحجة الدامغة، وهبة الأولاد الأخيار .. نجزي من كان محسنًا في عبادتنا، مراقبًا في أعماله لنا على إحسانه، وقد فسر النبي - صلى الله عليه وسلم - الإحسان بقوله: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه .. فإنه يراك".

٨٥ - {و} هدينا {زَكَرِيَّا} بن آذن بن بركيا {و} هدينا {يَحْيَى} بن زكريا {و} هدينا {عِيسَى} بن مريم بنت عمران {و} هدينا {إِلْيَاسَ} بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران. وهذا هو الصحيح في نسبه، وقرن بين (٢) هؤلاء الأربعة لاشتراكهم في الزهد الشديد والإعراض عن الدنيا، وبدأ بزكريا ويحيى؛ لسبقهما في الزمان، وقدم زكريا، لأنه والد يحيى، فهو أصل ويحيى فرع. وقرن عيسى وإلياس؛ لاشتراكهما في كونهما لم يموتا بعد على ما قيل في إلياس، وقدم عيسى؛ لأنه صاحب كتاب ودائرة متسعة {كُلٌّ} من هؤلاء الأنبياء المذكورين سابقًا من إبراهيم إلى هنا {مِنَ الصَّالِحِينَ}؛ أي: من الكاملين في الصلاح، وهو الإتيان بما ينبغي، والتحرز عما لا ينبغي.


(١) البحر المحيط.
(٢) البحر المحيط.