٣ - ٣٧ {وَ} خير لـ {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ} ويبتعدون {كَبَائِرَ الْإِثْمِ} وعظائم الذنب، كالقدف والشرب والسرقة والغيبة والنميمة {وَ} يبتعدون {الْفَوَاحِشَ} التي ينكرها الشرع والعقل والطبع السليم، من قول أو فعل، اختص بصيغة الفحش، وهي فوق الكبائر، كالزنا واللواط، والموصول في محل الجر، معطوف (١) على الذين آمنوا عطف الصفة على الصفة؛ لأن الذات واحدة، والعطف إنما هو بين الصفات، والكبائر: جمع كبيرة، وهي ما أوجب الله عليه الحد في الدنيا. والعذاب في الآخرة، كالقدف والشرب والسرقة. والفواحش: جمع فاحشة، بمعنى قبيحة مفرطة في القبح، وهي ما اختص من الكبائر بصفة الفحش، فكأنها فوقها كالشرك، والقتل والزنا واللواط وعقوق الوالدين، فيكون عطف الفواحش على الكبائر، من عطف البعض على الكل، إيذانًا بكمال شناعته، وقيل: هما واحد، والعطف لتغاير الوصفين، وقرأ الجمهور {كَبَائِرَ} بالجمع هنا وفي النجم، وقرأ حمزة والكسائي:{كبير الإثم} بالإفراد، وهو يفيد مفاد الكبائر، لأن الإضافة للجنس كاللام.
و {وَإِذَا} في قوله:
٤ - {وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} ظرفية مجردة عن معنى الشرط، متعلقة بيغفرون، و {ما} زائدة، و {هم} مبتدأ، وجملة {يَغْفِرُونَ}: خبره، والجملة الاسمية هي المعطوفة على الصلة، وهي {يَجْتَنِبُونَ} عطف اسمية على فعلية، والتقدير: والذين يجتنبون كبائر الإثم وهم يغفرون، لا أنها شرطية، والاسمية جوابها لخلوها عن الفاء الرابطة. والغضب: ثوران دم القلب إرادَة الانتقام، ولذلك قال عليه السلام:"اتقوا الغضب فإنه جمرة توقد في قلب ابن آدم. ألم تر إلى انتفاخ أوداجه وحمرة عينيه". والمغفرة هنا بمعنى العفو والتجاوز والحلم وكظم الغيظ، والمعنى والذين هم، يعفون ويتجاوزون ويحلمون ويكظمون الغيظ،