«استكثروا من الباقيات الصالحات، قيل: وما هي يا رسول الله؟: قال: التكبير، والتهليل، والتسبيح، والتحميد، ولا حول ولا قوة إلا بالله».
وأخرج الطبراني وابن مردويه، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، هن الباقيات الصالحات، وهنّ يحططن الخطايا كما تحط الشجرة ورقها، وهن من كنوز الجنة».
وأخرج النسائي والطبراني والبيهقي، عن أبي هريرة مرفوعًا «خذوا جنّتكم قيل: يا رسول الله من أي عدوّ قد حضر؟ قال: بل جنتكم من النار، قول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات، معقبات، ومجنبات، وهي الباقيات الصالحات».
٤٧ - ولما ذكر الله سبحانه وتعالى ما يؤول إليه حال الدنيا من النفاد، أعقب ذلك بأوائل أحوال يوم القيامة فقال:{وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ}، وقرأ (١) نافع، وحمزة، والكسائي، والأعرج، وشيبة، وعاصم، وابن مصرف، وأبو عبد الرحمن، {نُسَيِّرُ} بنون العظمة {الْجِبالَ} بالنصب، وقرأ ابن عامر، وابن كثير، وأبو عمرو، والحسن، وشبل، وقتادة، وعيسى، والزهري وحميد، وطلحة، واليزيدي، والزبيري، عن رجاله، عن يعقوب {تسير} بضم التاء وفتح الياء المشددة مبنيًا للمفعول، {الجبال} بالرفع، وعن الحسن كذلك إلّا أنه بضم الياء المثناة من تحتها، وقرأ ابن محصين، ومحبوب عن أبي عمرو {ويوم تسير الجبال} من سار الثلاثي، وقرأ أبي {ويوم سيرت الجبال} بصيغة الماضي المبني للمجهول.
أي: واذكر يا محمد لأمتك قصة يوم نسير الجبال، ونقلعها، ونزيلها من أماكنها، وتسير في الجو على هيآتها كما تسير السحاب، أو تسير أجزاؤها بعد أن نجعلها هباء منبثًا، والمراد بتذكيره: تحذير المشركين، مما فيه من الدواهي {وَتَرَى} يا محمد أو يا كلّ من يصلح للرؤية {الْأَرْضَ}؛ أي جميع جوانبها حالة كونها {بارِزَةً}؛ أي: ظاهرة منكشفة ليس عليها ما يسترها من جبل ولا شجر ولا