للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بحسب المعنى، لأن محط الفائدة هو الخبر، فالأحق بالخبرية ما هو أكثر فائدة، وأظهر دلالة على الحديث.

والمعنى: إنما كان مطلق القول الصادر عن المؤمنين خصوصيةً قولهم: سمعنا وأطعنا، لا قولًا آخر. وهذا تعليم أدب الشرع، بمعنى أنَّ ما يجب أن يسلك المؤمنون كذا.

وقرأ أبو جعفر (١) والجحدري وخالد بن إلياس: {لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ}، مبنيًا للمفعول، والمفعول الذي لم يسم فاعله، هو ضمير المصدر؛ أي: ليحكم هو؛ أي: الحكم.

والمعنى: ليفعل الحكم بينهم. ومثله قولهم: جمع بينهما، وألف بينهما، وقوله تعالى: {وحيل بينهم}.

{وَأُولَئِكَ} المنعوتون بما ذكر من النعت الجميل {هُمُ الْمُفْلِحُونَ}؛ أي: الناجون من غضب الله وسخطه، ومن عذاب النار،

٥٢ - وبعد أن رتب الفلاح على هذا النوع، من الطاعة، أتبعه ببيان أن كل طاعة لله ورسوله موجبة للفوز. فقال: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} بامتثال ما أمرا به، واجتناب ما نهيا عنه كائنًا من كان {وَيَخْشَ اللَّهَ} على ما مضى من ذنوبه، أن يكون مأخوذًا بها، فيحمله ذلك على الطاعة وترك المعاصي. {وَيَتَّقْهِ} فيما بقي من عمره بامتثال الأوامر، واجتناب النواهي.

وأصله (٢): يتقيه، فحذف الياء للجزم فصار يتقه بكسر القاف والهاء. ثم سكن القاف تخفيفًا على خلاف القياس؛ لأن ما هو على صيغة فعل إنما يسكن عينه إذا كانت كلمة واحدة، نحو كَتْفِ في كَتِف فسُكِّن وسطه، كما سُكِّن وسط كَتْفٍ.


(١) البحر المحيط.
(٢) روح البيان.