إلى الأجساد، ويعيد العالم إلى حياة أخرى حياة استقرار وبقاء لا فناء بعدها، وإذا أيقنتم بذلك .. وليتم معرضين عن عبادة الأصنام والأوثان، وأخلصتم العبادة للواحد الديان، وائتمرتم بوعده ووعيده، وصدقتم برسله، وبادرتم إلى اتباع أوامره، وتركتم ما نهى عنه، ففزتم بسعادة الدارين.
فائدة: قال بعضهم (١): لا غنية للمؤمن عن ست خصال:
أولاها: علم يدله على الآخرة.
والثانية: رفيق يعينه على طاعة الله تعالى، ويمنعه عن معصيته.
والثالثة: معرفة عدوه والحذر منه.
والرابعة: عبرة يعتبر بها في آيات الله، وفي اختلاف الليل والنهار.
والخامسة: إنصاف الخلق؛ لئلا يكونوا له يوم القيامة خصماء.
والسادسة: الاستعداد للموت ولقاء الرب قبل نزوله كيلا يكون مفتضحًا يوم القيامة.
وبعد أن ذكر سبحانه وتعالى الدلائل السماوية على وحدانيته تعالى وكمال قدرته .. أردفها بالأدلة الأرضية، وذكر منها عدة أمور:
٣ - الأول منها: ما ذكره بقوله: {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ}؛ أي: بسطها طولًا وعرضًا، ووسعها؛ أي: جعلها متسعة ممتدة في الطول والعرض؛ لتثبت عليها الأقدام، ويتقلب عليها الحيوان، وينتفع الناس بخيراتها زرعها وضرعها، وبما في باطنها من معادن جامدة وسائلة، ويسيرون في أكنافها يبتغون رزق ربهم منها.
والمعنى: أنشأها ممدودة بسيطة، لا أنها كانت مجموعة في مكان فبسطها، وهذا يدل على كونها مسطحة كالأكف، وعند أصحاب الهيئة أن الأرض كرة لا شك في كرويتها عندهم لما عندهم من الأدلة على ذلك، ويجمع بينها بأن يقال: