للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رؤية الله تبارك وتعالى.

القول الثاني: في معنى هذه الزيادة، ما روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: الزيادة غرفة من لؤلؤة واحدة، لها أربعة أبواب.

والقول الثالث: إن الحسنى واحدة الحسنات، والزيادة التضعيف إلى تمام العشرة، وإلى سبع مئة. قال ابن عباس: هو مثل قوله تعالى: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} يقول: يجزيهم بعملهم، ويزيدهم من فضله. قال قتادة: كان الحسن. يقول: الزيادة: الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبع مئة ضعف.

القول الرابع: إن الحسنى، حسنة مثل حسنة، والزيادة مغفرة من الله ورضوان، قاله مجاهد.

القول الخامس: قول ابن زيد: إن الحسنى هي الجنة، والزيادة ما أعطاهم في الدنيا، لا يحاسبهم به يوم القيامة، اهـ من "الخازن".

{وَلَا يَرْهَقُ}: ولا يغشى ولا يغطي {وُجُوهَهُمْ}؛ أي: وجوه أهل الجنة {قَتَرٌ}؛ أي: سواد {وَلَا ذِلَّةٌ}؛ أي: كآبة وحزن. قال ابن أبي ليلى: هذا بعد نظرهم إلى ربهم تبارك وتعالى؛ أي: ولا يغشى وجوههم شيء مما يغشى الكفرة، من الغبرة التي فيها سواد، ولا أثر هوان ولا انكسار بال. {أُولَئِكَ} الذين هذه صفتهم هم {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ} وسكانها وملازموها و {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}؛ أي: ماكثون فيها مكثًا مؤبدًا، لا نهاية له، فهي لا تبيد فيخافوا زوال نعيمهم، ولا هم بمخرجين منها، فتنغص عليهم لذاتهم. والمعنى: أن هؤلاء الذين وصفت صفتهم هم أصحاب الجنة لا غيرهم، وهم فيها مقيمون لا يخرجون منها أبدًا.

وقرأ (١) الحسن وأبو رجاء وعيسى بن عمر والأعمش: {قتر} بسكون التاء، وهي لغة كالقدر والقدر.

٢٧ - {وَالَّذِينَ كَسَبُوا} وعملوا في الدنيا {السَّيِّئَاتِ}؛


(١) البحر المحيط.