فيرجعون عن دينهم، فأنزل الله فيهم:{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ} إلى قوله: {وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي عن أبي مالك قال: كانت اليهود تقول أحبارهم للذين من دونهم: لا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم، فأنزل الله:{قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ}.
التفسير وأوجه القراءة
٦٤ - {قُلْ} لهم يا محمَّد {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ}؛ أي: يا معشر اليهود والنصارى {تَعَالَوْا}؛ أي: أقبلو وهلموا {إِلَى كَلِمَةٍ} بفتح الكاف وكسر اللام في قراءة العامة، وقرأ أبو السمال:(كَلْمة) كضَربة، و (كِلْمة) كسِدْرة وكلتاهما شاذتان؛ أي: أقبلوا إلى كلمة {سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ}؛ أي: إلى كلمة مستوية بيننا وبينكم، وحكم حق لا تختلف فيه الأنبياء والرسل، ولا يختلف فيه التوراة والإنجيل والقرآن.
"من محمَّد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم: سلامٌ على من اتبع الهدى، أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم .. تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت .. فإنما عليك إثم الأريسين، و {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} هذا لفظ إِحدى روايات البخاري، وقد أخرجه بأطول من هذا، وفيه زيادة، وفي رواية: الأريسين، والأريس: الأكار: وهو الزراع والفلاح.
٦٥ - {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ}؛ أي: يا معشر اليهود والنصارى {لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ}؛ أي: لِمَ تجادلون وتنازعون في إبراهيبم، وتزعمون أنه على دينكم {و} الحال أنه {ما أنزلت التوراة} على موسى {وَالْإِنْجِيلُ} على عيسى {إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ}؛ أي: إلا من بعد إبراهيم بزمن طويل، أي: والحال أنه ما حدثت هذه الأديان إلا من بعده بقرون كثيرة، فكيف يكون من أهلها؟.