للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

السابع: قال الأخفش: هم قوم أقسموا أيمانًا تحالفوا عليها، وقيل إنهم العاص بن وائل، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة، وأبو جهل بن هشام، وأبو البختري بن هشام، والنضر بن الحارث، وأمية بن خلف، وشيبة بن الحجاج، ذكره الماوردي بحروفه.

٩٢ - وبعد أن بين وظيفة الرسول، ذكر أن الحساب على الأعمال موكولٌ إلى الله سبحانه، لا إليه فقال: {فَوَرَبِّكَ}؛ أي؛ فأقسمت لك يا محمد بربك الذي ربَّاك بالوحي {لَنَسْأَلَنَّهُمْ}؛ أي (١): لنسألن أصناف الكفرة من المقتسمين وغيرهم، سؤال توبيخ وتقريع لا سؤال استعلام، بأن يقال لم فعلتم كذا وكذا، فلا يعارض قوله تعالى: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ (٣٩) أي: لا يسألون أي شيء فعلتم ليعلم ذلك من جهتهم؛ لأن المنفي في هذه الآية سؤال استعلام، لأن سؤال الاستعلام محال على الملك العلام، ويجوز أن يكون السؤال مجازًا من المجازاة، لأنه سببها؛ أي: فوربك لنسألن الكفرة {أَجْمَعِينَ} يوم القيامة

٩٣ - {عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٩٣)} في الدنيا من قول وفعل وتركٍ، والمعنى (٢)؛ أي: فلنسألن الكفار جميعًا يوم القيامة، سؤال تأنيبٍ وتوبيخٍ لهم على ما كانوا يقولون ويفعلون فيما بعثناك به إليهم، وفيما دعوناهم إليه من الإقرار بي وبتوحيدي والبراءة من الأنداد والأوثان.

٩٤ - وبعد أن ذكر أن وظيفته التبليغ، شدد عليه في الجهر به جهد المستطاع فقال: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ}؛ أي: فاجهر بإبلاغ ما أمرت بتبليغه من الشرائع وأظهره، وافرق بين الحق والباطل {وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}؛ أي: وأعرض عن الاهتمام باستهزائهم، ولا تبال بهم، ولا تلتفت إلى لومهم إياك على إظهار الدعوة وتبليغ الرسالة، ولا تخفهم، فإن الله كافيكهم وحافظك منهم، وهذا ليس بمنسوخ؛ لأن معنى هذا الإعراض ترك المبالاة بهم،

٩٥ - ولمَّا (٣) كان هذا الصدع شديدًا عليه، لكثرة ما يلاقيه من أذى المشركين. ذكر أنه حارسه وكالئه منهم، فلا يخشى بأسهم فقال: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (٩٥) أي: إنا كفيناك يا محمد شر المستهزئين وضررهم، الذين يسخرون منك ومن القرآن، وهم طائفة من


(١) روح البيان.
(٢) المراغي.
(٣) المراغي.