للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والزقوم ثمرها، وهو في الأصل كل طعام ثقيل، وشجرة الزقوم هي الشجرة التي خلقها الله في جهنم، وسماها الشجرة الملعونة، فإذا جاع أهل النار التجؤوا إليها، فأكلوا منها قال في "القاموس": هي شجرة بجهنم، وطعامُ أهل النار. وفي "عين المعاني": شجرة في أسفل النار مرتفعة إلى أعلاها، وما من دركة إلا وفيها غصن منها انتهى. فتكون هي في الأصل نظير طوبى في الأعلى. وفي "كشف الأسرار": شجرة الزقوم على صورة شجرة الدنيا لكنها من النار، والزقوم ثمرها، وهو ما أكل بكره شديد، وقيل: كل طعام ثقيل فهو زقوم كما مر.

وفي "إنسان العيون": لا تسلط لجهنم على شجرة الزقوم، فإن من قدر على خلق من يعيش في النار ويلتذ بها كالسمندل، فهو أقدر على خلق الشجر في النار، وحفظه من الإحراق بها. وقد قال عبد الله بن سلام رضي الله عنه: إنها تحيا باللهب كما تحيا شجرة الدنيا بالمطر، وثمر تلك الشجرة مر له زفرة، انتهى و {شَجَرَتَ} ترسم بالتاء المجرورة، ووقف عليها أبو عمرو بالهاء، وكذا ابن كثير والكسائي، ووقف الباقون بالتاء على الرسم

٤٤ - {طَعَامُ الْأَثِيمِ (٤٤)} خبر {إنّ}؛ أي: غذاء الأثيم؛ أي: الكثير الإثم والمراد به (١): الكافر لدلالة ما قبله وما بعده عليه، يعني: أنهم أجمعوا على أن المراد بقوله: {لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا} هم الكفار، وبقوله: {إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ} المؤمنون، وكذا دل عليه قوله فيما سيأتي {إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (٥٠)}

٤٥ - {كَالْمُهْلِ} خبر بعد خبر، أو خبر مبتدأ محذوف؛ أي: هو كالمهل. وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - في تفسير المهل: كعكر الزيت، وهو درديه فإذا قرب إلى وجهه سقطت فروة وجهه فيه، أخرجه الترمذي، وقال: لا نعرفه إلا من حديث رشد بن سعد، وقد تكلم فيه من غير حفظه، وشبه بالمهل في كونه غليظًا أسود وقال بعضهم: المهل ما يمهل في النار حتى يذوب، كالحديد، والرصاص والصفر ونحوها. وشبه الطعام بالنحاس، أو الصفر المذاب في الذوب ونهاية الحرارة، لا في الغليان، وإنما يغلي ماشبه به، وجملة قوله: {يَغْلِي فِي الْبُطُونِ} حال من الطعام،

٤٦ - وقوله: {كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (٤٦)} صفة مصدر


(١) روح البيان.