والوسطى: وهي موت جميع الخلائق، وقيام هذه الوسطى لا يعلم وقته يقينا، وإنما يعلم بالعلامات المنقولة عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، مثل: أن يرفع العلم، ويكثر الجهل، والزنا، وشرب الخمر، ويقل الرجال، ويكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأةً القيم الواحد.
وعن علي رضي الله عنه:"يأتي على الناس زمان لا يبقى من الإِسلام إلا اسمه، ولا من الدين إلا رسمه، ولا من القرآن إلا درسه، يعمرون مساجدهم، وهي خراب عن ذكر الله تعالى، شر أهل ذلك الزمان علماؤهم منهم تخرج الفتنة وإليهم تعود"، يعني: يهدى به ولا يهتدي، فنعوذ بالله من علم بلا عمل.
٦٧ - {الْأَخِلَّاءُ} والأصدقاء؛ أي (١): المتحابون في الدنيا على الإطلاق، أو في الأمور الدنيوية {يَوْمَئِذٍ}؛ أي: يوم إذ تأتيهم الساعة، وهو ظرف لقوله:{عَدُوٌّ}. والفصل بالمبتدأ غير مانع، والتنوين فيه عوض عن الجملة المحذوفة التي أضيف إليها إذ {بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ}؛ أي: يعادي بعضهم بعضًا؛ لأنه قد انقطعت بينهم علائق الخلة والتحاب، واشتغل كل واحد منهم بنفسه، ووجدوا تلك الأمور التي كانوا فيها أخلاء أسبابًا للعذاب، فصاروا أعداء، ثم استثنى المتقين فقال {إِلَّا الْمُتَّقِينَ} فإن خلتهم في الدنيا، لما كانت في الله بقيت على حالها, ولم تنقطع، بل تزداد بمشاهدة كل منهم آثار الخلة، من الثواب ورفع الدرجات. والاستثناء على الأول متصل، وعلى الثاني منقطع.
وفي "التأويلات النجمية": يشير سبحانه إلى أن كل خلة وصداقة تكون في الدنيا مبنية على الهوى والطبيعة الإنسانية، وتكون في الآخرة عداوةً يتبرأ بعضهم من بعض. والأخلاء في الله خلتهم باقية إلى الأبد، وينتفع بعضهم من بعض، ويشفع بعضهم في بعض، ويتكلم بعضهم في شأن بعض، وهم المتقون الذين استثناهم الله سبحانه، وشرائط الخلة في الله أن يكونا متحابين في الله محبةً خالصة لوجه الله، من غير شوب بعلة دنيوية، هوائية، متعاونين في طلب الله،