للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الممات؛ أي: لا نبعث، والاستفهام فيه للإنكار والتعجب، استبعدوا ولم يتأملوا أنهم كانوا قبل ذلك أيضًا ترابًا فخلقوا، والعامل في (إذا) ما دل عليه (لمبعثون)، وهو نبعث؛ لأن ما بعد أن لا يعمل فيما قبلها، وقدم التراب على العظام مع كونه مؤخرًا عنه لشدة استبعادهم له.

وفي الهمزتين في الموضعين التحقيق، وتسهيل الثانية، وإدخال ألف بينهما على الوجهين، وترك الإدخال عليهما، فالقراءات أربعة كلها سبعية. اهـ. "شيخنا".

٨٣ - ثم أكّد كفار مكة هذا الإنكار بقولهم {لَقَدْ وُعِدْنَا}؛ أي: قال كفار مكة: لقد وعدنا {نَحْنُ} هذا الوعد الذي تعدنا به يا محمد، من البعث بعد موتنا، وصيرورتنا ترابًا وعظامًا على لسانك ووعد {آبَاؤُنَا هَذَا}؛ أي: مثل هذا الوعد الذي وعدتنا به من البعث بعد الموت {مِنْ قَبْلُ}؛ أي: من قبل مجيئك إلينا، أو من قبل وجودنا على ألسنة قوم زعموا أنهم رسل الله تعالى، ثم لم يوجد ذلك الوعد مع طول العهد.

وفي المثل (١) إبهام، وفيما قاله الأولون إبهام، فبين الثاني بقوله: {قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا} إلخ. وبيّن الأول بقوله: {لَقَدْ وُعِدْنَا}. فالأول؛ أي: قوله: {قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا} إلخ. مقول الأولين. وقوله: {لَقَدْ وُعِدْنَا} إلخ مقولهم؛ أي: مقول كفار مكة اهـ. "شيخنا".

ثم صرحوا بالتكذيب، وفروا إلى مجرد الزعم الباطل، فقالوا: {إِنْ هَذَا}؛ أي: ما هذا البعث الذي وعدتنا {إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} وأكاذيبهم التى سطروها في الكتب جمع أسطورة، كأحدوثة، والأساطير الأباطيل، والترهات والكذب؛ أي: ما هذا الذي تعدنا به من البعث بعد الممات إلا أكاذيب الأولين، قد تلقفناها منهم دون أن يكون لها ظلّ من الحقيقة، ولا نصيب من الصحة.

فائدة: وقال هنا (٢): {لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا} بتأخير هذا عن قوله:


(١) الفتوحات.
(٢) الفتوحات.