للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الإسلام، وهرب إلى مكة فنزلت فيه: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ ...} الآية.

قوله تعالى: {وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ ...} الآية، سبب نزولها: ما أخرجه ابن جرير عن مجاهد قال: "كانوا لا يركبون فأنزل الله {يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ} فأمرهم بالزاد، ورخص لهم الركوب والمتجر.

قوله تعالى: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا ...} الآية، سبب نزولها: ما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن جريج قال: كان أهل الجاهلية يضمخون البيت بلحوم الإبل ودمائها، فقال أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -: فنحن أحق أن نضمخ فأنزل الله {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا ...} الآية.

التفسير وأوجه القراءة

١٩ - {هَذَانِ} الجمعان، جمع المؤمنين وجمع الكفرة المنقسمة إلى الفرق الخمس. {خَصْمَانِ}؛ أي: فريقان مختصمان. {اخْتَصَمُوا} وجادلوا وتنازعوا. {فِي رَبِّهِمْ}؛ أي: شأنه أو في دينه، أو في ذاته وصفاته، أو في شريعته التي شرعها لعباده والكل من شؤونه، فإن اعتقاد كل من الفريقين بحقية ما هو عليه، وبطلان ما عليه صاحبه، وبناء أقواله وأفعاله عليه، خصومة للفريق الآخر، وإن لم يجر بينهما التحاور والخصام، وكان مقتضى السياق أن يقول: اختصما، بألف الإثنين، ولكن جمع الضمير نظرًا إلى معنى الفريقين. فالمراد بالخصمين فريق المؤمنين وفريق الكافرين، والظاهر (١) أن الاختصام هو في الآخرة، بدليل التقسيم بالفاء، الدالة على التعقيب في قوله: {فَالَّذِينَ كَفَرُوا} ولذلك قال علي - رضي الله عنه -: أنا أول من يجثو يوم القيامة للخصومة، بين يدي الله تعالى.

وقيل: المراد بالخصمين (٢): الجنة والنار، قالت الجنة: خلقني لرحمته، وقالت النار: خلقني لعقوبته، وقيل المراد بالخصمين، هم الذين برزوا يوم بدر، فمن المؤمنين، حمزة وعلي وعبيدة، ومن الكافرين، عتبة وشيبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة. وقد كان أبو ذر - رضي الله عنه - يقسم أن هذه الآية، نزلت في


(١) الفتوحات.
(٢) الشوكاني.