للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أسباب النزول

قوله تعالى: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ ...} الآيات، سبب نزول هذه الآيات (١): ما أخرجه الشيخان وغيرهما، عن أبي ذر قال: نزلت هذه الآية {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} في ستة من قريش، علي، وحمزة، وعبيد بن الحارث وشيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وكان أبو ذر يقسم أن هذه الآيات نزلت في هؤلاء المتابرزين.

وروى البخاري وغيره عن علي أنه قال: فينا نزلت هذه الآية، وأنا أول من يجثوا في الخصومة على ركبتيه، بين يدي الله يوم القيامة.

وأخرج الحاكم عن علي قال: فينا نزلت هذه الآية، في مبارزتنا يوم بدر {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} إلى قوله: {الْحَرِيقِ}.

وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس أنها نزلت في أهل الكتاب، قالوا للمؤمنين: نحن أولى بالله تعالى منكم، وأقدم كتابًا، ونبينا قبل نبيكم، فقال المؤمنون: نحن أحق بالله، آمنا بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، وآمنا بنبيكم، وبما أنزل الله تعالى من كتاب، وأنتم تعرفون كتابنا ونبينا ثم تركتموه وكفرتم به حسداً، فنزلت الآية: وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة مثله.

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ...} الآية، سبب نزول هذه الآية: ما روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن الآية نزلت في أبي سفيان بن حرب وأصحابه، حين صدوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه عام الحديبية، عن المسجد الحرام، وقد كره، عليه الصلاة والسلام، أن يقاتلهم، وكان محرمًا بعمرة، ثم صالحوه على أن يعود في العام المقبل.

وأخرج (٢) ابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن أنيس مع رجلين، أحدهما مهاجر، والآخر من الأنصار، فافتخروا في الأنساب، فغضب عبد الله بن أنيس، فقتل الأنصارى، ثم ارتد عن


(١) لباب النقول.
(٢) لباب النقول.