والمعنى: أي (١) إنهم كلما حاولوا الهرب من جهنم والخروج منها، حين يلحقهم عظيم عذابها، أعيدوا فيها، وضربوا بسياط من حديد، وقيل لهم ذوقوا عذاب هذه النار التي تحرق الأمعاء والأحشاء.
٢٣ - وبعد أن بين الله سبحانه، حال الكافرين .. أردف ذلك ببيان ما يناله المؤمنون، من الكرامة في المسكن والحلية والملبس وحسن القول والعمل. فقال:
١ - {إِنَّ اللَّهَ} سبحانه وتعالى: {يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا} بالله وبرسله وبجميع ما جاؤوا به {وَعَمِلُوا} الأعمال {الصَّالِحَاتِ}؛ أي: اتصفوا بها فعلًا أو تركًا، {جَنَّاتٍ}؛ أي: بساتين وحدائق {تَجْرِي} وتسيل {من تحت} أشجار {ها} وقصورها {الْأَنْهَارُ} الأربعة. الماء واللبن والخمر والعسل، كما بينه في سورة محمد؛ أي: إن الله سبحانه، يدخل من آمن به وبرسله وعمل صالح الأعمال، التي تزكي نفوسهم، وتقربهم إلى ربهم، جنات تجري من تحت قصورها وأشجارها الوارفة الظلال، الأنهار الواسعة، يستمتعوا بها كما شاؤوا، ثم بين سبحانه، بعض ما أعد لهم من النعيم، بعد دخولهم الجنة، فقال:
٢ - {يُحَلَّوْنَ فِيهَا}؛ أي: يلبسون في الجنة في أيديهم {مِنْ أَسَاوِرَ}؛ أي: بعض أساور، وهي جمع أسورة جمع سوار، وهي ما يلبس في الساعد. {مِنْ ذَهَبٍ} بيان للأساور {وَلُؤْلُؤًا} عطف على محل من أساور. وقرىء بالجر، عطفًا على ذهب، على أن الأساور مرصعة بالذهب واللؤلؤ، أو على أنهم يسوَّرون بالجنسين، إما على المعاقبة، وإما على الجمع، كما تجمع نساء الدنيا بن أنواع الحلى، وما أحسن المعصم إذا كان فيه سواران، سوار من ذهب وسوار من لؤلؤ أبيض. واللؤلؤ ما يستخرج من البحر من جوف الصدف. قال القشيري: والمراد ترصيع السوار باللؤلؤ. ولا يبعد أن يكون في الجنة سوار من لؤلؤ مُصمَّت، كما أن فيها أساور من ذهب؛ أي: تحليهم الملائكة بأمره تعالى