للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وتزينهم بأساور من ذهب وبلؤلؤ؛ أي: يلبسون في أيديهم حلية من ذهب، وفي رؤوسهم تيجاناً من لؤلؤ.

وقرأ الجمهور (١): {يُحَلَّوْنَ} بضم الياء وفتح الحاء وتشديد اللام؛ أي: يزينون. وقرى بضم الياء والتخفيف، وهو بمعنى المشدد. وقرأ ابن عباس {يَحْلَون} بفتح الياء واللام وسكون الحاء من قولهم حلي الرجل وحلت المرأة، إذا صارت ذات حلي، أي: يلبسون حليهم. وقرأ ابن عباس {مِنْ أَسْوِر} بفتح الراء من غير ألف ولا هاء، وكان قياسه أن يصرفه؛ لأنه نقص بناؤه، فصار كجندل لكنه قدر المحذوف موجودًا فمنعه من الصرف. وقرأ عاصم ونافع والحسن والجحدري والأعرج وأبو جعفر وعيسى بن عمر وسلام ويعقوب: {وَلُؤْلُؤًا} هنا، وفي فاطر بالنصب، وحمله أبو الفتح، على إضمار فعل، وقدره الزمخشري ويؤتون لؤلؤاً، ومن جعل {مِن} في {مِنْ أَسَاوِرَ} زائدة جاز أن يعطف {وَلُؤْلُؤًا} على موضع {أَسَاوِرَ}. وقيل: يعطف على {من أساور}؛ لأنه يقدر ويحلون حليًا من أساور. وقرأ باقي السبعة (٢) والحسن أيضًا، وطلحة وابن وثاب والأعمش وأهل مكة {ولؤلؤٍ} بالخفض عطفًا على {أَسَاوِرَ}. أو على {ذَهَبٍ}. وقرأ الفياض {ولوليا} قلب الهمزتين واوًا، صارت الثانية واوًا قبلها ضمة، فقلبت الواو ياء والضمة كسرة. وقرأ ابن عباس {وليليا} أبدل الهمزتين واوين ثم قلبهما ياءين، أتبع الأولى للثانية. وقرأ طلحة: {ولول} مجروراً عطفًا، على ما عطف عليه المهموز.

٣ - {وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا}؛ أي: في الجنة {حَرِيرٌ}؛ أي: إن الحرير ثيابهم المعتادة في الجنة، فلا يمكن عراؤهم منه؛ أي: (٣) ويلبسون الحرير الذي حرم عليهم لبسه في الدنيا، وكان فيها عنوان العزة والكرامة، فأوتوه في الآخرة إجلالًا، وتعظيمهاً لهم، ففيها ما تشتهيه الأنفس، وكل منهم يعطى ما تشتهيه


(١) البحر المحيط.
(٢) البحر المحيط.
(٣) المراغي.