قوله تعالى:{مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ..} الآية، روى ابن حبان في "صحيحه"، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عمر قال: لما نزلت: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ ...} إلى آخرها .. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: رب زد أمتي فنزلت: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً}.
التفسير وأوجه القراءة
٢٣٨ - {حَافِظُوا}؛ أي: واظبوا وداوموا أيها المؤمنون {عَلَى} أداء {الصَّلَوَاتِ} الخمس في أوقاتها بأركانها وشروطها وسننها وآدابها، وهذه المحافظة التي هي المفاعلة تكون بين العبد والرب، كأنه قيل له: احفظ الصلاة ليحفظك الإله الذي أمرك بالصلاة، وتكون أيضًا بين المصلي والصلاة، فكأنه قيل: احفظ الصلاة حتى تحفظك {و} حافظوا على {الصلاة الوسطى}؛ أي: الفضلى، تأنيث الأوسط بمعنى الأفضل، وهي من الوسط الذي بمعنى الخيار، وليست من الوسط الذي معناه المتوسط، وأفردها بالذكر اهتمامًا بشأنها، لفضلها على غيرها كليلة القدر، فهي أفضل الليالي. وإنما أتى بهذه الآية في خلال ما يتعلق بالأزواج والأولاد تنبيهًا على أنه لا ينبغي للعبد أن يشتغل عن حقوق سيده بأمر الأزواج والأولاد. قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ}.
وقد اختلف العلماء من الصحابة فمن بعدهم في الصلاة الوسطى على مذاهب:
الأول: أن الصلاة الوسطى هي صلاة الفجر؛ وهو قول عمر وابن عمر وابن عباس ومعاذ وجابر وعطاء وعكرمة ومجاهد وغيرهم، وبه قال مالك والشافعي رضي الله عنهم أجمعين.
المذهب الثاني: أنها صلاة الظهر؛ وهو قول زيد بن ثابت وأسامة بن زيد وأبي سعيد الخدري، ورواية عن عائشة، وبه قال عبد الله بن شداد، وهو رواية عن أبي حنيفة.