للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عدد خلقه، ورضاء نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته" أخرجه مسلم.

وعن سعد بن أبي وقاص، قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أيعجز أحدكم أن يكتسب كل يوم ألف حسنة؟ " فسأله سائل من جلسائه، قال: كيف يكتسب ألف حسنة؛ قال: "يسبح الله مئة تسبيحة، فيكتب له ألف حسنة، ويحط عنه ألف خطيئة". أخرجه مسلم، وفي رواية غير مسلم: "يحط عنه أربعين ألفًا".

وأخرج أبو داود، والطبراني، وابن السني، وابن مردويه: عن ابن عباس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قال حين يصبح {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (١٧)} إلى قوله: {وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} أدرك ما فاته في ليلته، ومن قال حين يمسي: أدرك ما فاته في يومه"، وإسناده ضعيف.

وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - (١): "من سره أن يكال له بالقفيز الأوفى .. فليقل: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} الآية".

١٩ - ولما ذكر الإبداء والإعادة .. ناسبه ذكر إخراج الحي من الميت وعكسه، حيث قال: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} كالإنسان من النطفة، والطير من البيضة، وأيضًا المؤمن من الكافر، والمصلح من المفسد، والعالم من الجاهل، وأيضًا القلب الحي بنور الله من النفس الميتة عن صفاتها وأخلاقها الذميمة، إظهارًا للطفه ورحمته. {وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} كالنطفة والبيضة من الحيوان، أيضًا الكافر والمفسد، والجاهل من المؤمن والمصلح والعالم، وأيضًا القلب الميت عن الأخلاق الحيوانية الشهوانية، من النفس الحية بالأخلاق الحميدة الروحانية.

قيل: ووجه (٢) تعلق هذه الآية بالتي قبلها: أن الإنسان عند الصباح يخرج من شبه الموت وهو النوم، إلى شبه الوجود وهو اليقظة، وعند العشاء يخرج من اليقظة إلى النوم، فإحياء الميت عنده تعالى، كتنبيه النائم، وإماتة الحي، كتنويم المنتبه.


(١) البيضاوي.
(٢) الشوكاني.