والأمر المطلق لا يختص بنوع دون نوع، فيجب حمله على كل ما هو تنزيه، الذي من جملته الصلاة اهـ. "رازي".
وقدم (١) الإمساء على الإصباح، كما قدم في قوله:{يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ} والظلمات على النور، وقابل بالعشي الإمساء، وبالإظهار الإصباح، لأن كلا منهما يعقب بما يقابله، فالعشي يعقبه الإمساء، والإصباح يعقبه الإظهار، ولما لم يتصرف من العشي فعل لا يقال أعشى، كما يقال: أمسى وأصبح وأظهر .. جاء التركيب {وَعَشِيًّا}.
فصل في ذكر نبذة من الأحاديث الواردة في فضل التسبيح
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"من قال: سبحان الله وبحمده، في كل يوم مئة مرة .. حطت خطاياه، وان كانت مثل زبد البحر".
وعنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده، مئة مرة .. لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال، أو زاد عليه". أخرجهما الترمذي، وقال فيهما: حسن صحيح.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان" حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم"، متفق عليه، واللفظ للبخاري.
وعن جويرية رضي الله عنها بنت الحارث زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج ذات غداة من عندها، وهي في مسجدها، فرجع بعد ما تعالى النهار فقال: "ما زلت في مجلسك هذا منذ خرجت بعد" قالت: نعم، فقال: "لقد قلتُ بعدَك أربعَ كلماتٍ ثلاثَ مرات، لو وزنت بكلماتك لوزنتهن: سبحان الله وبحمده