للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

في المعاصي أو بمنع الزكاة، وعدم الوفاء بالنذور، أو بالإنفاق بالخبيث، أو بالرياء والمن والأذى {مِنْ أَنْصَارٍ}؛ أي: من أعوان يدفعون عنهم عذاب الله تعالى، ففيه وعيد شديد لكل ظالم.

روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من نذر أن يطيع الله .. فليطعه، ومن نذر أن يعص الله. فلا يعصه". وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من نذر نذرًا لم يسمه .. فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذرًا في معصية .. فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذرًا لا يطيقه .. فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذرًا فأطاقه .. فليَفِ به". أخرجه أبو داود.

وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا نذر في معصية، ولا فيما لا يملك ابن آدم". أخرجه النسائي.

٢٧١ - {إِنْ تُبْدُوا}؛ أي: إن تظهروا أيها المؤمنون إعطاء {الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ}؛ أي: فنعم شيئًا إبداؤها وإظهارها، ولم يكن رياء ولا سمعة. وقيل (١): فنعمت الخصلة هي. وقيل: فنعم الشيء هي. والصدقات: جمع صدقة، والصدقة: ما يخرجه الإنسان من ماله على وجه القربى، فيدخل فيه الزكاة الواجبة، وصدقة التطوع. وقرأ ابن عامر (٢) وحمزة والكسائي وخلف هنا، وفي النساء: {فَنِعِمَّا} بفتح النون وكسر العين، وهذه القراءة على الأصل؛ لأن الأصل في نَعِمَ أن يكون على وزن: فَعِل كعلم. وقرأ ابن كثير وورش وحفص {فَنِعِمّا} بكسر النون والعينِ، وإنما كسرت النون إتباعًا لكسرة العين، وهي لغة هذيل. قيل: وتحتمل قراءة كسر العين على أن يكون أصل العين السكون، فلما وقعت {ما} بعدها، وأدغمت ميم {نعم} فيها .. كُسرت العين لالتقاء الساكنين. اهـ "سمين". وقال الشوكاني: وقرىء بفتح النون وكسر العين،


(١) الخازن.
(٢) الجمل.