للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المنصوب عليها وهو الصراط.

٧٢ - {ثُمَّ} إذا مر الخلائق كلهم على النار، وسقط فيها من سقط من الكفار والعصاة، على قدر ما اجترحوا من الآثام والذنوب {نُنَجِّي} نحن ونسلم {الَّذِينَ اتَّقَوْا} الشرك والمعاصي منها بحسسب أعمالهم {وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ}؛ أي: ونترك الظالمين أنفسهم بالكفر والمعاصي {فِيهَا}؛ أي: في نار جهنم {جِثِيًّا}؛ أي: جاثين جالسين على الركب كما جاؤوا، فإن قلت (١): إذا لم يكن في دخول المؤمنين عذاب، فما الفائدة فيه؟.

قلت؛ فيه وجوه:

الأول: أن يزيدهم سرورًا إذا علموا الخلاص منه.

الثاني: يزيد غم أهل النار، لظهور فضيحتهم عند المؤمنين الذين يخوفونهم بالنار.

والثالث: يرون أعداءَهم المؤمنين قد تخلصوا منها، وهم يبقون فيها.

والرابع: أن المؤمنين إذا كانوا معهم فيها .. بكتوهم فيزداد غمهم.

والخامس: أن مشاهدة عذابهم توجب مزيد التذاذهم بنعيم الجنة.

وقرأ ابن عباس، وعكرمة، وجماعة (٢): {وإن منهم} بالهاء للغيبة على ما تقدم من الضمائر، وقرأ الجمهور: {ثُمَّ} بحرف العطف، وهذا يدل على أن الورود عام، وقرأ عبد الله، وابن عباس، وأبي، وعلي، والجحدري، وابن أبي ليلى، ومعاوية بن قرة، ويعقوب {ثُمَّ}؛ أي: هناك، ووقف ابن أبي ليلى {ثمة} بهاء السكت، وقرأ الجمهور: {نُنَجِّي} بفتح النون وتشديد الجيم، وقرأ يحيى، والأعمش، والكسائي، وابن محيصن: بإسكان النون وتخفيف الجيم، وقرأ فرقة {نجي} بنون واحدة مضمومة وجيم مشددة وقرأ علي {ننحي} بحاء مهملة مضارع نحَّى.


(١) روح البيان.
(٢) البحر المحيط.