ليس بأهون من الإعادة، بل الأمر بالعكس، في قياس العقول.
والمعنى: قل لهم أيها الرسول، حين يعترفون بذلك موبخًا لهم، أفلا تتدبرون، فتعلموا أن من قدر على خلق ذلك ابتداء، فهو قادر على إحيائهم بعد مماتهم، وإعادتهم خلقًا جديدًا بعد فنائهم.
٨٦ - {قُلْ} لهم يا محمد {مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} ترقى (١) في الأمر بالسؤال، من الأدنى والأصغر إلى الأعلى والأكبر، فإن السماوات والعرش أعظم ممن في الأرض، ولا يلزم منه أن يكون من في السموات، أجل ممن في الأرض، حتى تكون الملائكة أفضل هل من جنس البشر، كما لا يخفى.
وقرأ ابن محيصن العظيم برفع الميم نعتًا للرب.
٨٧ - {سَيَقُولُونَ} هما لله الذي له كل شيء، وهو رب ذلك، ليس لهم جواب غيره. وأتى باللام نظرًا إلى معنى السؤال، فإن قولك من ربه، ولمن هو في معنى واحد، يعني إذا قلت من رب هذا، فمعناه لمن هذا، فالجواب لفلان.
{قُلْ} لهم توبيخًا {أَفَلَا تَتَّقُونَ} الهمزة: للاستفهام التوبيخي داخلة على محذوف و {الفاء}: عاطفة على ذلك المحذوف، والتقدير: أتعلمون ذلك فلا تتقون عذابه بالعمل، بموجب العلم، حيث تكفرون به، وتنكرون البعث، وتثبتون له شريكًا في الربوبية، وفي "فتح الرحمن": إنما قال هنا بلفظ {لِلَّهِ} وفيما بعد بلفظ الله مرتين؛ لأنه في الأول وقع في جواب مجرور باللام في قوله:{قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ} فطابقه بجره اللام، بخلاف ذلك في الأخيرين، فإنهما إنما وقعا في جواب مجرد عن اللام، انتهى.
وقدم التذكر على التقوى؛ لأنهم بالتذكر يصلون إلى المعرفة، وبعد أن عرفوه علموا أنه يجب عليهم اتقاء مخالفته؛ أي: قل لهم منكرًا وموبخًا: أتعلمون ذلك ولا تقون أنفسكم عقاب ربكم، فتنكروا ما أخبر به من البعث.