ثناءً حسنًا، وتَبِيْنُ زوجته منه، ولا يستحق الميراث من كل أحد، وحبوط أعمالهم في الآخرة أن الردة تبطل استحقاقهم للثواب الذي استحقوه بأعمالهم السالفة.
أما لو رجع المرتد إلى الإِسلام: عادت إليه أعماله الصالحة مجردة عن الثواب، فلا يكلف بإعادتها، وهذا هو المعتمد في مذهب الشافعي، وأما عند أبي حنيفة: فإن الردة تبطل العمل وإن أسلم.
{وَأُولَئِكَ} المصرون {أَصْحَابُ النَّارِ}؛ أي: ملازموها {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}؛ أي: مقيمون لا يخرجون ولا يموتون.
٢١٨ - وروي أن عبد الله بن جحش رضي الله عنه قال: يا رسول الله، هبْ أنه لا عقاب علينا فيما فعلنا، فهل نطمع منه أجرًا وثوابًا؟ فنزلت هذه الآية الآتية؛ لأن عبد الله كان مؤمنًا، وكان مهاجرًا، وكان بسبب هذه المقاتلة مجاهدًا، ثم هي عامة في مَنْ اتصف بهذه الأوصاف.
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا} بالله ورسوله {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا}؛ أي: فارقوا أوطانهم وعشائرهم وأموالهم، وفارقوا مُسَاكنة المشركين في أمصارهم ومجاورتهم في ديارهم، فتحولوا عن المشركين وعن بلادهم إلى غيرها {وَجَاهَدُوا} المشركين {فِي سَبِيلِ اللَّهِ}؛ أي: في طاعة الله لإعلاء دين الله، وبذلوا جهدهم في قتل العدو، كقتل عمرو بن الحضرمي الكافر، وكرر الموصول لتعظيم الهجرة والجهاد، كأنهما مستقلان في تحقيق الرجاء {أُولَئِكَ} الموصوفون بالأوصاف الثلاثة {يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ}؛ أي: يطمعون في نيل رحمة الله، وينالون جنة الله {وَاللَّهُ غَفُورٌ} لما فعلوه خطأً وقلة احتياطٍ {رَحِيمٌ} بإجزال الأجر والثواب لهم.