صنعه يدل على علمه، وإتقانه يدل على حكمته، وبقاؤه يدل على قدرته، وروي أنه - صلى الله عليه وسلم - قال:"ويل لمن قرأ هذه الآية ولم يتفكر فيها".
١٩١ - قوله:{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ} نعت {لِأُولِي الْأَلْبَابِ} ويجوز قطعه إلى الرفع، أو إلى النصب، بتقدير أمدح مثلًا؛ أي: أولو الألباب هم الذين يكررون ذكر الله من التهليل، والتسبيح، والتحميد، مثلًا بألسنتهم، ويستحضرون عظمة الله في قلوبهم، ويتذاكرون حكمته وفضله وجليلَ نعمه في جميع أحوالهم في حال كونهم {قِيَامًا}؛ أي: قائمين {و} في حال كونهم {قعودًا}؛ أي: قاعدين، {و} في حال كونهم مضطجعين {على جنوبهم} جمع جنب ومستلقين على ظهورهم.
والخلاصة: أنهم هم الذين لا يغفلون عنه تعالى في عامة أوقاتهم باطمئنان قلوبهم بذكره، واستغراق سرائرهم بمراقبته. وفي الحديث "من أحب أن يرتعَ في رياض الجنة، فليكثر ذكرَ الله".
وأخرج مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت:"كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر الله عَزَّ وَجَلَّ في كل أحيانه".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"من قعد مقعدًا لم يذكر الله فيه، كانت عليه من الله ترةً، وما مشى أحد ممشىً لا يذكر الله فيه، إلا كانت عليه من الله ترة". أخرجه أبو داود. والترة: النقص، وقيل: هي هنا: التبعة.
وقال (١) علي بن أبي طالب، وابن مسعود، وابن عباس رضي الله عنهم، وقتادة: هذا في الصلاة؛ يعني هم الذين يصلون قيامًا، فإن عجزوا فقعودًا، فإن عجزوا .. فعلى جنوبهم، والمعنى: أنهم لا يتركون الصلاةَ في حال من الأحوال، بل يصلون في كل حال، ويدومون عليها.
وأخرج البخاري عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: كانت بي