للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

صنف: لهم أجنحة يطيرون بها.

وصنف: على صورة الحيات والكلاب.

وصنف: يحلون ويظعنون.

واختلف العلماء في مؤمني الجنّ، فقال قوم: ليس لهم ثواب إلّا النجاة من النار، وعليه أبو حنيفة. وحكي عن الليث وبعد نجاتهم من النار يقال لهم: كونوا ترابًا مثل البهائم، وقال آخرون: لهم الثواب على الإحسان, كما عليهم العقاب على الإساءة، وهذا هو الصحيح، وعليه ابن عباس والأئمّة الثلاثة، فيدخلون الجنة ويأكلون ويشربون، وقال عمر بن عبد العزيز: إنّهم حول الجنة في ربضٍ ورحابٍ، وليسوا فيها. اهـ "خازن".

٣١ - {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللهِ} سبحانه وتعالى؛ يعني: محمدًا - صلى الله عليه وسلم - , لأنّه لا يوصف بهذا غيره، أو أرادوا ما سمعوه من الكتاب، فإنّه كما أنه هاد، كذلك هو داع إلى الله تعالى، وفي الآية دليل على أنّه مبعوث إلى الإنس والجنّ جميعًا، قال مقاتل: لم يبعث الله تعالى نبيًّا إلى الإنس والجنّ قبله - صلى الله عليه وسلم -. {وَآمِنُوا بِهِ} تعالى.

فإن قلت (١): قوله: {أَجِيبُوا دَاعِيَ اللهِ} أمر بإجابته في كل ما أمر به، فيدخل فيه الأمر بالإيمان, فلم أعاد ذكره بلفظ التعيين؟

قلت: إنّما أعاده؛ لأنّ الإيمان أهمّ أنواع المأمور به وأشرفها، فلذلك ذكره على التعيين، فهو من باب ذكر العام، ثم يعطف عليه أشرف أنواعه كقوله: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ}.

{يَغْفِرْ لَكُمْ} الله سبحانه وتعالى {مِنْ ذُنُوبِكُمْ}؛ أي: (٢) بعض ذنوبكم، وهو ما كان في خالص حقّ الله تعالى، وحق الحربيّ، فإنَّ حقوق العباد غير الحربيين لا تغفر بالإيمان, بل برضى أربابها؛ يعني: إذا أسلم الذميُّ لا يغفر عنه


(١) الخازن.
(٢) روح البيان.